231
التّصحيف في متن الحديث

في نفس الموضوع من شأنه رفع الإبهام الموجود في هذا الحديث، وتعيين الصحيح من بين الاحتمالات الموجودة، ومن نماذج ذلك:

النموذج الأوّل:

۳۳۲.۱) في الكافي: عَليُّ بنُ إِبراهيمَ، عَن أَبيهِ، عَنِ ابنِ أَبي عُمَيرٍ، عَن هِشامِ بنِ سالِمٍ قالَ: قالَ أَبو عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام : إِنَّ مِنَ الحَقِّ أَن يَقولَ الرّاكِبُ لِلماشي: الطَّريقَ. ثُمَّ قال : وفي نُسخَةٍ أُخرى: إِنَّ مِنَ الجَورِ أَن يَقولَ الرّاكِبُ لِلماشي: الطَّريقَ . ۱

۳۳۳.۲) وفي وسائل الشيعة: مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ الحُسَينِ في الخصال، عَن أَبيهِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ يَحيى العَطّارِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ إِسماعيلَ بنِ بَزيعٍ، عَن هِشامِ بنِ سالِمٍ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام قالَ: مِنَ الجَورِ قَولُ الرّاكِبِ لِلماشي: الطَّريقَ . ۲

فإنّ معرفة النسخة الصحيحة منهما مشكل، خصوصاً وأنّ الشيخ الكليني روى كلتا النسختين، من هنا فإنّ من اللّازم ملاحظة النصوص الواردة في هذا الشأن لمعرفة نظر الشريعة المقدّسة في هذا المضمار، ومن هذه الأحاديث:

۳۳۴.في وسائل الشيعة: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بِإِسنادِهِ عَن مُحَمَّدِ بنِ إِسماعيلَ بنِ بَزيعٍ، عَن حَمزَةَ بنِ بُرَيدٍ، عَن عَليِّ بنِ سُوَيدٍ، عَن أَبي الحَسَنِ موسى عليه ‏السلام قالَ: إِذا قامَ قائِمُنا قالَ: يا مَعشَرَ الفُرسانِ، سيروا في وَسَطِ الطَّريقِ، يا مَعشَرَ الرَّجّالَةِ، سيروا عَلى جَنبَيِ الطَّريقِ، فَأَيُّما فارِسٍ أَخَذَ عَلى جَنبَيِ الطَّريقِ فَأَصابَ رَجُلاً عَيبٌ أَلزَمناهُ الدِّيَةَ، وَأَيُّما رَجُلٍ أَخَذَ في وَسَطِ الطَّريقِ فَأَصابَهُ عَيبٌ فَلا دِيَةَ لَهُ . ۳

1.الكافي: ج ۶ ص ۵۴۰ ح ۱۵.

2.وسائل الشيعة: ج ۱۱ ص ۴۵۹ ح ۱۵۲۵۸.

3.وسائل الشيعة: ج ۲۹ ص ۲۴۴ ح ۳۵۵۴۵.


التّصحيف في متن الحديث
230

شَهادَةَ أَن لا إِلَهَ إلّا اللّه‏ُ، وَرَحمَةَ اللّه‏ِ، وَشَفاعَةَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، فَلَن تَفوتَهُ واحِدَةٌ مِنهُنَّ إِن شاءَ اللّه‏ُ . ۱

وقبل بيان الصحيح منهما لنرى ما ذكره اللغويون في خصوص المفردتين «المراهق» «المرهّق». قال الخليل الفراهيدي في بيان معنى «المراهق» ما يلي: «المراهق: الغلام الَّذي قارب الحلم» . ۲
وأما المرهّق فقال ابن منظور: «المُرَهَّقُ: الفاسِد. والمُرَهَّقُ: المُتَّهم في دينه» . ۳
والآن لنرى أنّ التعليل المذكور في الرواية بقوله: «إِنَّ أَمامَهُ ثَلاثَ خِصالٍ؛ شَهادَةَ أَن لا إِلَهَ إلّا اللّه‏ُ، ورَحمَةَ اللّه‏ِ، وَشَفاعَةَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، فَلَن تَفوتَهُ واحِدَةٌ مِنهُنَّ إِن شاءَ اللّه‏» هل ينسجم مع قوله: «مرهقّاً» أم مع قوله: «مراهقاً»؟
لا شكّ ولا ريب أنّه إنّما ينسجم مع كون الشخص فاسداً متّهماً في دينه، لا مع كونه مراهقاً وفي مرحلة معيّنة من العمر كما هو واضح؛ فالفاسد في دينه بحاجة إلى هذه الخصال، لا البالغ من العمر مرحلة معيّنة كما هو واضح. وهذا كاشف عن أنّ النسخة الصحيحة من هاتين النسختين هي نسخة الكافي والتهذيب.

3. استقصاء القرائن لمعرفة المتن الصحيح

قد لا تنتهي المراحل السابقة إلى النتيجة المطلوبة، بأن كانت الاحتمالات صحيحة لغوياً، ولم يسعفنا السياق في تحديد الصحيح منها، فعندئذٍ لابدّ من استقصاء القرائن ، وذلك بملاحظة الأُمور التالية:

أ ـ الأُسرة الحديثية

كلام أهل البيت عليهم ‏السلام كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً، ويفسّر بعضه بعضاً، فإذا ورد في أحاديثهم ما أشكل علينا فهمه ، فإنّ الرجوع للأحاديث المشابهة له والواردة

1.الكافي: ج ۳ ص ۲۰۴ ح ۷، تهذيب الأحكام: ج ۱ ص ۴۶۸ ح ۱۸۲.

2.ترتيب كتاب العين: ص ۳۳۵ «رهق».

3.لسان العرب: ج ۱۰ ص ۱۲۸، «رهق».

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251866
صفحه از 277
پرینت  ارسال به