فالاحتمالات الواردة في لفظ الحديث اذا أخذنا ما ورد في هامش الحديث الثاني بنظر الاعتبار هي أحد الاحتمالات التالية: «الصّغراب»، أو «الصغيراء» أو «الصفيراء»، أو «الصفراء» وتعيين الاحتمال الصحيح من بينها بحاجة إلى قرينة أو قرائن، حيث إنّ مراجعة نسخ الحديث لم تجدنا شيئا بعد عدم وروده في الكتب والمصادر الشيعية سوى كتاب الزهد للحسين بن سعيد ، كما أنّ اللغة لم تسعفنا شيئا بعد تعدّد الاحتمالات، كما لا يمكن الاطّلاع على فهم المحدّثين للنصّ بعد عدم روايتهم له .
من هنا فإنّ ملاحظة الروايات الواردة في كتب أهل السنّة في هذا الموضوع نافع جدّاً، وبمراجعتها نجد فيها ما يلي:
۳۴۶.روى مالك في كتاب الموطّأ: عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ، عَن عَطاءِ بنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله سُئِلَ عَنِ الغُبَيراءِ، فَقالَ: لا خَيرَ فيها، وَنَهى عَنها . ۱
قال مالك بعد نقله للحديث: «فَسأَلتُ زَيدَ بنَ أَسلَمَ: ما الغُبَيراءُ؟ فَقالَ: هيَ الأسكركة».
ورواه جلال الدين السيوطي في تنوير الحوالك نقلاً عن الموطّأ لمالك. ۲
۳۴۷.روى الشافعي في كتاب الأُمّ: أَخبَرَنا مالِكٌ عَن زيَدِ بنِ أَسلَمَ، عَن عَطاءِ بنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله سُئِلَ عَنِ الغُبَيراءِ، فَقالَ: لا خَيرَ فيها، وَنَهى عَنها. قالَ مالِكٌ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ: هيَ السكركة . ۳
۳۴۸.روى أحمد بنُ حنبل في مسنده: ... عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرٍو قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ: مَن قالَ عَلَيَّ ما لَم أَقُل فَليَتَبَوَّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ، وَنَهى عَنِ الخَمرِ وَالمَيسَرِ وَالكوبة وَالغُبَيراءِ. قالَ: وَكُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ . ۴