239
التّصحيف في متن الحديث

يَحصِد نَدامَةً، وَلِكُلِّ زارِعٍ ما زَرَعَ، وَلا يَسبِقُ البَطيءَ مِنكُم حَظُّهُ، وَلا يُدرِكُ حَريصٌ ما لَم يُقَدَّر لَهُ، مَن أُعطيَ خَيراً فاللّه‏ُ أَعطاهُ، وَمَن وُقيَ شَرّاً فاللّه‏ُ وَقاهُ . ۱

فهذه الرواية مروية عن الإمام الصادق، ولا نجدها في شيء من المصادر الحديثية الشيعية عن هذا الإمام إلّا في كتاب إرشاد القلوب، وهو كتاب متأخّر وضعيف، وقد وردت العبارة السالفة فيه كالتالي: «إِنَّكُم في آجالٍ مَنقوصَةٍ» ۲ ، ولا يمكننا ترجيح هذه النسخة اعتماداً على هذا الكتاب فقط. نعم وردت شبيهتها في تحف العقول عن الإمام الحسن العسكري عليه ‏السلام ، وفيها: «إِنَّكُم في آجالٍ مَنقوصَةٍ» ۳ أيضاً.
وبمراجعة التركيب «آجال منقوصة» في المصادر السنّية نجده مروياً عن النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله في روايات عديدة بعضها قريب من رواية الكافي منها:

۳۵۲.۲) في المعجم الكبير: حَدَّثَنا بِشرُ بنُ موسى، حَدَّثَنا أَبو عَبد الرَّحمَنِ المُقرئُ، عَن سَعيدِ بنِ أَبي أَيّوبَ، حَدَّثَنا عَبدُ اللّه‏ِ بنُ الوَليدِ قالَ: سَمِعتُ عَبدَ الرَّحمَنِ بنَ حُجَيرةٍ يُحَدِّثُ عَن أَبيهِ، عَن عَبدِ اللّه‏ِ بنِ مَسعودٍ أَنَّهُ كانَ يَقولُ إِذا قَعَدَ: إِنَّكُم في مَمَرِّ اللَّيلِ، في آجالٍ مَنقوصَةٍ وَأَعمالٍ مَحفوظَةٍ، وَالمَوتُ يَأتي بَغتَةً، فَمَن يَزرَع خَيراً يوشَكُ أَن يَحصِدَ رَغبةً، وَمَن يَزرَع شَرّاً يوشَكُ أَن يَحصِدَ نَدامَةً، وَلِكُلِّ زارِعٍ، لا يَسبِقُ بَطيءٌ بِحَظِّهِ، وَلا يُدرِكُ حَريصٌ ما لَم يُقَدَّر لَهُ، فَمَن أُعطيَ خَيراً فاللّه‏ُ أَعطاهُ، وَمَن وُقيَ شَرّاً فاللّه‏ُ وَقاهُ، المُتَّقونَ سادَةٌ، وَالفُقَهاءُ

1.الكافي: ج ۲ ص ۴۵۸ ح ۱۹.

2.إرشاد القلوب: ج ۱ ص ۱۸۲.

3.تحف العقول: ص ۴۸۹، بحار الأنوار: ج ۷۵ ص ۳۷۳ نقلاً عن تحف العقول.


التّصحيف في متن الحديث
238

وروى نصوصاً أُخرى أيضاً قريبة من هذا المضمون أيضاً ۱ ، وقد ورد في جميعها لفظ «الغبيراء».

۳۴۹.روى أبو داود في سننه بسنده:... عَن عَبدِ اللّه‏ِ بنِ عَمرٍو، أَنَّ نَبيَّ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله نَهى عَنِ الخَمرِ وَالمَيسَرِ وَالكوبَةِ وَالغُبَيراءِ، وَقال: كُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ. قالَ أَبو داوُد: قالَ ابنُ سَلامٍ أَبو عُبَيدٍ: الغُبَيراءُ السكركة؛ تُعمَلُ مِنَ الذُّرَّةِ، شَرابٌ يَعمَلُهُ الحَبَشَةُ . ۲

۳۵۰.وروى البيهقي في سننه: ... عَن أُمِّ حَبيبَةَ زَوجِ النَّبيِّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، أَنَّ ناساً مِن أَهلِ اليَمَنِ قَدِموا عَلى رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله فَعَلَّمَهُم الصَّلاةَ وَالسُّنَنَ وَالفَرائِضَ، ثُمَّ قالوا: يا رَسولَ اللّه‏ِ، إِنَّ لَنا شَراباً نَصنَعُهُ مِنَ القَمحِ وَالشَّعيرِ، فَقالَ: الغُبَيراءُ؟ قالوا: نَعَم، قالَ: لا تَطعَموهُ... . ۳

فالمتحصّل من هذه النصوص وغيرها أنّ النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله نهى عن «الغبيراء»؛ وأنّ الغبيراء شراب معروف عند أهل الحبشة، وهو خمر متّخذ من الذرة أو من القمح والشعير . وعلى أيّ حال فاللفظ الصحيح في الحديث المروي في كتاب الزهد هو «الغبيراء»، لا «الصغراب»، ولا «الصفيراء» ولا «الصفراء» ولا «الصغيراء» كما في بعض النسخ.

النموذج الثاني:

۳۵۱.۱) في الكافي: عِدَّةٌ مِن أَصحابِنا، عَن أَحمَدَ بنِ أَبي عَبدِ اللّه‏ِ، عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَمَّن ذَكَرَهُ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام قالَ: إِنَّكُم في آجالٍ مَقبوضَةٍ وَأَيّامٍ مَعدودَةٍ، وَالمَوتُ يَأتي بَغتَةً، مَن يَزرَع خَيراً يَحصِد غِبطَةً، وَمَن يَزرَع شَرّاً

1.انظر: مسند أحمد بن حنبل: ج ۳ ص ۴۲۲ و ج ۶ ص ۴۲۷.

2.سنن أبي داود: ج ۲ ص ۱۸۵ ح ۳۶۸۵.

3.السنن الكبرى: ج ۸ ص ۲۹۲.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251850
صفحه از 277
پرینت  ارسال به