241
التّصحيف في متن الحديث

مؤيّد لما ذكرناه، وهذا يعني أنّ التصحيف قد وقع في بعض نسخ الكافي ومنها النسخة المطبوعة، لا في أصل الكتاب.

فذلكة البحث

1. هذا الفصل من أهمّ فصول الكتاب؛ حيث إنّ الهدف الرئيسي الذي نبغيه من البحث هو معرفة النسخة الصحيحة والعمل على ضوئها.
2. معرفة الصحيح يتوقّف على سلوك منهج منطقي، وهو يتمثّل في المراحل التالية: جمع الاحتمالات المختلفة، ثمّ تهذيبها، ثمّ تعيين الصحيح من بين الاحتمالات الباقية من خلال الأُمور التالية: الأُسرة الحديثية، فهم المحدّثين والفقهاء لها، ملاحظة روايات أهل السنّة.
3. المراد من نسخ الحديث الأُخرى هو جميع نسخ الحديث، سواء الواردة في نسخ الكتاب الأُخرى، أو في غيره من كتب الحديث، أو ما نقل عن هذا المصدر في الجوامع الحديثية كبحار الأنوار ووسائل الشيعة وأمثالهما.
4. من المؤيّدات التي يمكننا لحاظها في مقام تقييم نسخ الحديث، ما ورد في كتب الفقه المأثور؛ حيث إنّها تعتمد الأحاديث فتوردها بنصوصها، إلّا أنّ هذه الكتب نافعة في خصوص الأحاديث الفقهية.
5 . بما أنّ نصوص أحاديث أهل البيت عليهم ‏السلام امتداد لأحاديث رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، بل قد تكون بنفس الألفاظ المروية عن رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، فإذا ورد الحديث في مصادرنا الحديثية ولم نجد له نسخة أُخرى، وورد في مصادر السنّة، فإنّها تصلح للتعرّف على النسخة الصحيحة، خاصّة إذا اقترنت بالمؤيّدات.


التّصحيف في متن الحديث
240

قادَةٌ، وَمُجالِسَتُهُم زيادَةٌ . ۱

۳۵۳.۳) وفي تاريخ مدينة دمشق: ... أَخبَرَنا المُؤمَّلُ بنُ سَعيدِ بنِ يوسُفَ اليَماميِّ، قالَ: سَمِعتُ عَبدَ اللّه‏ِ بنَ بُسرِ المازِنيِّ صاحِبَ النَّبيِّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله يَقول: المُتَّقونَ سادَةٌ، وَالعُلَماءُ قادَةٌ، مَجالِسُهُم عبادةٌ، بَل ذَلِكَ زيادَةٌ، وَأَنتُم في مَمَرِّ اللَّيلِ وَالنَّهارِ في آجالٍ مَنقوَصةٍ، وَأَعمالٍ مَحفوظَةٍ، وَأَعِدّوا الزّادَ فَكَأَنَّكُم بِالمِعادِ . ۲

۳۵۴.۴) وفي كنز العمّال: الأَنبياءُ قادَةٌ، وَالفُقَهاءُ سادَةٌ، وَمُجالَسَتُهُم زيادَةٌ، وَأَنتُم في مَمَرِّ اللَّيلِ وَالنَّهارِ، في آجالٍ مَنقوصَةٍ وَأَعمالٍ مَحفوظَةٍ، وَالمَوتُ يَأتيكُم بَغتَةً، فَمَن زَرَعَ خَيراً يَحصِد رَغبَةً، وَمَن زَرَعَ شَرّاً يَحصِد نَدامَةً . ۳

والذي يظهر من خلال مراجعة النصوص المختلفة التي ورد فيها هذا التعبير أنّ أصل هذا النصّ نبوي، فقد ورد هذا النصّ وهذه العبارات في وصيته صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله لأبي ذر، وغيرها، وقد ورد في كلمات الإمامين الصادق والعسكري عليهماالسلام إمّا لأنّهما نقلا ما قاله رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، أو أنّهما اقتبسا ذلك من كلام النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وتكلّما به، ويشهد لذلك اتّحاد جملة من العبارات، بل ترتيبها في الحديث أيضاً هو نفس الترتيب الوارد في الحديث النبوي، والاختلاف الموجود بينها من اختلاف الرواة في نقل الحديث الواحد.
وبعد هذا كلّه فإنّ الموجود في الطبعة الجديدة للكافي هو: «إِنَّكُم في آجالٍ مَقبوضَةٍ»، إلّا أنّه كُتب عليها الهامش التالي: في«ه ، بر» والوافي: «منقوصة» ۴ وهو

1.المعجم الكبير: ج ۹ ص ۱۰۵، وانظر أيضاً: سير أعلام النبلاء: ج ۱ ص ۴۹۶.

2.تاريخ مدينة دمشق: ج ۲۷ ص ۱۵۷، وانظر أيضاً: ج ۳۳ ص ۱۷۵ و ص ۱۷۶.

3.كنز العمّال: ج ۱۵ ص ۹۳۴ ح ۴۳۶۰۳ نقلاً عن (الديلمي، عن علي)، وانظر أيضاً: ج ۱۶ ص ۲۲۲ ح ۴۴۲۴۷.

4.الكافي (تحقيق دار الحديث): ج ۴ ص ۲۷۹.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251829
صفحه از 277
پرینت  ارسال به