الخاتمة
في ختام المطاف وبعد هذه الجولة في مراحل التصحيف المختلفة ـ بدءا بالمبادئ العامّة التي تعرّفنا فيها على معنى التصحيف لغةً واصطلاحاً، والفرق بينه وبين التحريف، وتاريخ هذا البحث وأهمّيته ـ اتّضح أنّه لا مناص للباحث المتعاطي مع الحديث من علاج التصحيف الطارئ عليه إذا ما أراد أن يعرف نظرة الشارع المقدّس تجاه موضوع معيّن؛ وذلك أنّ للتصحيف آثاراً عديدة من شأنها تغيير نتيجة البحث والانتهاء به لنتيجة أُخرى. وهذا ما بحثناه بنحوٍ مستوفى في الفصل الأوّل من هذا الكتاب.
ولأجل بيان الآثار السلبية للتصحيف خصّصنا الفصل الثاني من فصول هذا الكتاب، واتّضح فيه بحمد اللّه سبعةً من الآثار التي توصّلنا إليها في أبحاثنا، مفعمة بأمثلة واضحة شافية، وبذلك أوجدنا الحافز الكافي لدى الباحث لمتابعة الموضوع.
ثمّ تناولنا بالبحث مناشئ التصحيف وجذوره؛ ليتّضح لنا سبب هذه التصحيفات أوّلاً، وليتسنّى لنا معرفة نظائرها في الأحاديث ثانياً، ولاختيار العلاج المناسب لها على ضوء المسبّب لها ثالثاً. وقد تناولنا هذا الموضوع بالبحث من زوايا عديدة بعد أن وجدناه ناقصاً في الأبحاث المشابهة له، فبحثناه بلحاظ الناسخ تارة، وبلحاظ الكتابة والمنسوخ أُخرى، ثمّ ذكرنا لكلّ من القسمين فروعه المتعدّدة، وقد تناولنا الأسباب المتعلّقة بالكتابة بلحاظ الكتابة القديمة تارة، وبلحاظ الكتابة الحديثة أُخرى، وبذلك حاولنا استيفاء جوانب الموضوع المختلفة.