يحتمله اللفظ، بل يكون عمداً، وكذلك يكون التحريف لفظياً ومعنوياً، دون التصحيف فلا يكون إلّا لفظياً. ۱
إن قيل: لا يمكن معرفة ضمير الأفراد كي نعرف التصحيف من التحريف.
قلنا: الغالب في الأفراد هو عدم وجود أغراض داعية لهم لتغيير اللفظ، ولهذا فإنّ الغالب هو وقوع التصحيف والخطأ، ما لم نعلم من خلال القرائن وجود الغرض. وأمّا موارد الشكّ فيبقى مردّداً بين التصحيف والتحريف، وهذا غير ضارّ بما نبغيه من البحث؛ إذ المهمّ عندنا معرفة النصّ الصحيح للحديث، سواء كان التغيير عن غرض أم عن غيره.
وعلى أيّ حال، فالتصحيف والتحريف اصطلاحان، ووقع الاختلاف في المراد منهما، ولا تشاحّ في الاصطلاح.
كما أنّ الخطأ في الصحيفة له صور عديدة، فكلّها داخلة في حدود التصحيف؛ فكما قد ينتهي التصحيف إلى تغيير كلمة إلى غيرها، قد ينتهي لتغيير مجموع كلمتين أو أكثر إلى كلمتين أُخريين. وكما يقع بتغيير الكلمة إلى غيرها، قد يكون بحذفها أو غير ذلك ممّا يقع في كتابة النصوص ونقلها عادة.
3. الفرق بين التصحيف والنقل بالمعنى
من الواضح لأهل الفنّ والخبرة بالحديث أنّ الحديث كما نُقل باللفظ نقل البعض منه بالمعنى، وهذا ممّا جرت عليه سيرة المسلمين، بل جرت على نظيره سيرة العقلاء في حياتهم الاجتماعية ۲ . نعم، قيّد بعضهم جواز نقل الحديث بالمعنى ببعض القيود؛ قال السيّد حسن الصدر تحت عنوان «حكم رواية الحديث بالمعنى»: