45
التّصحيف في متن الحديث

النموذج الأوّل:

۱۳.۱) روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ موسى بنُ المُتَوكِّلِ قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ يَحيى عَن مُحُمَّدِ بنِ أَحمَدَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ ناجيَةَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ، عَن مُصعَبِ بنِ سَلّامٍ التَّيميِّ، عَن سَعدِ بنِ ظَريفٍ، عَن أَبي جَعفَرٍ عليه ‏السلام قالَ: مَن أَذَّنَ عِشرينَ سَنَةً مُحتَسِباً، يَغفِرُ اللّه‏ُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ومَدَّ صَوتِهِ في السَّماءِ، ويُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطبٍ ويابِسٍ سَمِعَهُ، ولَهُ بِكُلِّ مَن يُصَلّي مَعَهُ في مَسجِدِهِ سَهمٌ، ولَهُ مِن كُلِّ مَن يُصَلّي بِصَوتِهِ حَسَنَةٌ. ۱

۱۴.۲) وروى أيضاً في الخصال: حَدَّثَنا أَبي رَضيَ اللّه‏ُ عَنهُ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ يَحيى العَطّارُ عَن مُحَمَّدِ بن أَحمَدَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ الكوفي، عَن مُصعَبِ بن سَلامِ التميمي، عَن سَعد بنِ طَريفٍ، عَن أَبي جَعفَرٍ عليه ‏السلام قالَ: مَن أذَّنَ عَشرَ سِنينَ مُحتَسِباً، يَغفِرُ اللّه‏ُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَمَدَّ صَوتِهِ في السَّماءِ، وَيُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطبٍ وَيابِسٍ سَمِعَهُ، وَلَهُ مِن كُلِّ مَن يُصَلّي مَعَهُ في مَسجِدِهِ سَهمٌ، وَلَهُ مِن كُلِّ مَن يُصَلّي بِصَوتِهِ حَسَنَةٌ. ۲

فدلّ الحديث الأوّل على أنّ أجر المؤذّن المحتسب إذا أذّن في المسجد عشرين سنة هو أن «يَغفر اللّه‏ُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ومَدَّ صَوتِهِ في السَّماءِ، و...»، ودلّ الحديث الثاني على أنّ الثواب المذكور هو لمن أذّن عشر سنين محتسباً. وقد يقال في الجمع بينهما باختلاف الثواب بحسب اختلاف مراتب المؤذّنين، فمن كان إيمانه بدرجة سامية حاز الثواب المذكور بأذانه عشر سنين، ومن كان إيمانه أضعف من ذلك حصل على الثواب المذكور بأذانه عشرين سنة.
ولكنّ الصحيح في مقام الجمع بينهما هو إثبات صدور الحديثين بهذا النصّ أوّلاً،

1.ثواب الأعمال: ص ۳۲.

2.الخصال: ص ۴۴۸ ح ۵۰ .


التّصحيف في متن الحديث
44

والجامع والنافع والشرائع، ورواه في السرائر، وعمّم في الوسيلة لكلّ كافر، وزيد في الجامع: ولا يحلفهم بما هو كفر. والمستند ما في خبر السكوني من أنّ أمير المؤمنين عليه ‏السلام استحلف يهودياً بالتوراة التي أُنزلت على موسى عليه ‏السلام ، وقول أحدهما عليهما السلام لمحمّد بن مسلم في الصحيح: "في كلّ دين ما يستحلفون به". ۱
وكما تلاحظ فقد تمّ الاستدلال بنسختين لحديث واحد في أبواب فقهية عديدة، ومنشأه اختلاف معنى النسختين نتيجة للتصحيف الطارئ عليه.
وسنذكر نموذجاً رابعاً في الفصل الأخير من الكتاب تحت عنوان «ملاحظة فهم المحدّثين والفقهاء للروايات» إن شاء اللّه‏ تعالى. ۲

ج ـ التعارض بين الأحاديث

من جملة الأُمور التي يواجهها طالب العلم والباحث في الحديث هو أنّه يجد اختلاف بعض الأحاديث عن بعضها أحياناً، ممّا يتطلّب منه جهداً لرفع الاختلاف بينها بنحوٍ من الأنحاء. في حين أنّ منشأ بعض هذه الاختلافات هو الخلل في نقل الحديث ، بما في ذلك التصحيف الطارئ عليه أثناء النقل، فلو أمكننا علاج التصحيف الطارئ عليه ، استغنينا عن علاج الاختلاف بين هذه الطائفة من الأحاديث. ومن نماذج ذلك:

1.كشف اللثام: ج ۱۰ ص ۱۱۱ ـ ۱۱۲، وانظر أيضاً: جواهر الكلام: ج ۴۰ ص ۲۲۸ ـ ۲۲۹.

2.وهو الحديث التالي: «عَن عَبدِ اللّه‏ِ بنِ سِنانٍ قالَ: سَمِعتُ أَبا عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام يَقولُ: لا تُحرِقوا القَراطيسَ، وَلَكِنِ امحوها وَحَرِّقوها» الكافي: ج ۲ ص ۶۷۴ ح ۲، وفي وسائل الشيعة: «لا تُحرِقوا القَراطيسَ، وَلَكِنِ امحوها وَخَرِّقوها» وسائل الشيعة: ج ۱۲ ص ۱۴۰ ح ۱۵۸۸۰. ولفهم هذا النموذج ينبغي أن يُعلم أنّ عناوين الأبواب في كتابي الكافي ووسائل الشيعة تعكس فهم مؤلّفيهما للروايات، كما تعكس رأيهما الفقهي في المسألة. ولمزيد الاطّلاع حول تأثير التصحيف على الفتوى راجع كتاب التصحيف وأثره في الحديث والفقه للأُستاذ أسطيري جمال / الباب الثالث: التصحيف وأثره في الفقه، حيث ذكر جملة من نماذج التصحيف التي عكست أثرها في الفقه عند السنّة.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 253004
صفحه از 277
پرینت  ارسال به