اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـتٍ » 1 ، قالَ : أَيّامُ العَشرِ، وَقَولِهِ: « وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَ تٍ » 2
، قالَ : أَيّامُ التَّشريقِ. 3
وهذه الرواية وسابقتها واحدة بلا ريب ؛ لنفس القرائن السابقة، وإنّما خلط الراوي عن حمّاد بن عيسى أو أحد الذين جاؤوا من بعده بين آيتين بسبب تشابههما في بعض الكلمات.
وبهذا يتّضح أنّ منشأ الشبهة المشار إليها في مثل الروايتين السابقتين هو وجود روايات في مصادر حديثية شيعية تضمّنت في طيّاتها بعض الآيات القرآنية تختلف عن الآيات الموجودة في المصحف الشريف، وأنّ هذه الروايات قد وقع التصحيف في نقلها، ممّا صار مدعاة لتصوّر البعض بقول الشيعة بالتحريف.
أو فقل: إنّ الأساس الذي اعتمدته الشبهة في مثل الروايتين هو وجود هذه الروايات في المصادر الحديثية، مع أنّها مروية بشكلين، وقد اعتمد القائل على النقل الذي وقع فيه تصحيف، دون النقل الصحيح، مع أنّ الأُسلوب العلمي لإثبات الدعوى المذكورة هو إثبات أنّ اللفظ الصادر عن الإمام المعصوم هو المشتمل على الآية المحرّفة أوّلاً؛ إذ «العرش قبل النقش».
ه ـ غموض معنى الحديث
من جملة آثار التصحيف على الأحاديث الشريفة أنّه يُسدل عليها غطاء الغموض أحياناً، فيصير الحديث الواضح غامض المعنى؛ لعدم انسجام اللفظ الجديد مع العبارة، أو لعدم موافقته للسياق، أو غير ذلك ممّا يسبّب إبهام معنى الحديث، وهذا ما قد يتطلّب من الباحث بذل الجهد من أجل فهمه. بل قد يحاول البعض إبداء بعض