59
التّصحيف في متن الحديث

النموذج:

۳۲.۱) في موسوعة ميزان الحكمة عن الإمام الرضا عليه ‏السلام : ابدَأ في أَوَّلِ طَعامِكَ بِأَخَفِّ الأَغذيَةِ الَّذي تُغَذّي بِها بَدَنَكَ بِقَدرِ عادَتِكَ، وَبِحَسَبِ وَطَنِكَ وَنَشاطِكَ وَزمانِكَ. ۱

في حين أنّنا إذا راجعنا الحديث المذكور وجدناه في بحار الأنوار نقلاً عن طبّ الرضا كالتالي:

۳۳.۲) في بحار الأنوار: ... يا أَميرَ المُؤمِنينَ، كُلِ البارِدَ في الصَّيفِ ، وَالحارَّ في الشِّتاءِ، وَالمُعتَدِلَ في الفَصلَينِ، عَلى قَدرِ قوَّتِكَ وَشَهوَتِكَ، وَابدَأ في أَوَّلِ الطَّعامِ بِأَخَفِّ الأَغذيَةِ الَّتي يَغتَذي بِها بَدَنُكَ بِقَدرِ عادَتِكَ، وَبِحَسَبِ طاقَتِكَ وَنَشاطِكَ، وَزَمانُكَ الَّذي يَجِبُ أَن يَكونَ أَكلُكَ في كُلِّ يَومٍ عِندَما يَمضي مِنَ النَّهارِ ثَمانُ ساعاتٍ، أَكلَةً واحِدَةً، أَو ثَلاثَ أَكَلاتٍ في يَومَينِ، تَتَغَدّى باكِراً في أَوَّلِ يَومٍ، ثُمَّ تَتَعَشّى، فَإِذا كانَ في اليَومِ الثّاني فَعِندَ مُضيِّ ثَمانِ ساعاتٍ مِنَ النَّهارِ، أَكَلتَ أَكلَةً وَاحِدَةً، وَلَم تَحتَج إِلى العَشاءِ... . ۲

وبه يتّضح أنّ قوله: «وزمانك» متعلّق بالعبارة اللّاحقة، وليس عطفاً على قوله: «بحسب طاقتك ونشاطك». وبعبارة أُخرى: إنّ قوله: «وزمانك» هو بداية لجملة جديدة مستأنفة، وليس عطفاً على العبارة السابقة عليها. وعليه فالمناسب في تقطيع الخبر هو نقل العبارة حتّى قوله: «وبحسب طاقتك ونشاطك»، دون قوله: «وزمانك».
وسبب هذا الاشتباه هو أنّ الحديث المذكور ورد مصحّفاً في كتاب طبّ الرضا، حيث ورد كالتالي:

1.موسوعة ميزان الحكمة: ج ۳ ص ۸۲ ح ۲۰۲۵ ، موسوعة الأحاديث الطبّية: ج ۲ ص ۴۴۲ ح ۱۳۲۴، كلاهما نقلاً عن طبّ الرضا .

2.بحار الأنوار: ج ۵۹ ص ۳۱۰ .


التّصحيف في متن الحديث
58

نسّقوا الأحاديث الشريفة في كتبهم وفق مناهج عديدة، أهمها وأكثرها شيوعاً المنهجان التاليان:
1. المنهج الموضوعي: هذا المنهج يبتني على فهم الحديث، وتحديد موضوعه، فيدرج كلّ حديث ضمن الموضوع المناسب له، فالأحاديث الواردة في العبادات تُدرج في القسم الخاصّ بالعبادات، والأحاديث الواردة في المعاملات تُدرج في القسم الخاصّ بها، والأحاديث الواردة في الآداب تُدرج في القسم الخاصّ بها، وهكذا .
ثمّ الأقسام المذكورة تتشعّب إلى شعب عديدة، فالأحاديث المناسبة لكلّ شعبة منها تُدرج في العنوان المناسب لها.
2. المنهج المسندي: هذا المنهج لا يعتمد موضوع الحديث، وإنّما يعتمد رواته، فالأحاديث المروية عن أمير المؤمنين عليه ‏السلام تُدرج في باب خاصّ، والأحاديث المروية عن ابن عبّاس تُدرج في باب خاصّ، وهكذا. ولا يراعى في نسق الأحاديث الموضوع الذي تناولته.
وهذا المنهج رائج بين محدّثي أهل السنّة، فنجد المسانيد العديدة في كتبهم الحديثية، وهو نادر في كتبنا الحديثية، على العكس من المنهج الأوّل الذي هو رائج في كتبنا الحديثية.
وعلى أيّ حال ، فإنّ نصوص بعض الأحاديث طويلة، في الوقت الذي نجدها تعرّضت لأكثر من موضوع، ممّا برزت الحاجة لتقطيع النصوص وإدراج كلّ مقطع في الباب المناسب له. وهذا ما نجده بوضوح في المصادر الحديثية المختلفة. نعم ، نحن لا نحصر أسباب تقطيع الحديث بهذا السبب، وإنّما هذا من الأسباب المهمّة للتقطيع.
النقطة التي نريد تسليط الأضواء عليها هي أنّ تقطيع الحديث بالشكل المناسب تابع لفهمه، فإذا وقع التصحيف في متن الحديث، ترك أثره على تقطيعه، ومن نماذج ذلك:

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251845
صفحه از 277
پرینت  ارسال به