۳۴.3)ثُمَّ كُل يا أَميرَ المُؤمِنينَ البارِدَ في الصَّيفِ وَالحارَّ في الشِّتاءِ وَالمُعتَدِلَ في الفَصلَينِ، عَلى قَدرِ قوَّتِكَ وَشَهوَتِكَ، وَابدَأ في أَوَّلِ طَعامِكَ بِأَخَفِّ الأَغذيَةِ الَّذي تُغَذّي بِها بَدَنَكَ بِقَدرِ عادَتِكَ، وَبِحَسَبِ وَطَنِكَ وَنَشاطِكَ، وَزَمانِكَ، وَالَّذي يَجِبُ أَن يَكونَ أَكلُكَ في كُلِّ يَومٍ عِندَما يَمضي مِنَ النَّهارِ ثَمانُ ساعاتٍ، أَكلَةً واحِدَةً، أَو ثَلاثَ أَكَلاتٍ في يَومَينِ... . ۱
فنتيجة لإضافة الواو قبل الاسم الموصول في قوله: «والذي يجب أن يكون أكلك»، صارت هذه الجملة مستأنفة، وصار قوله: «وزمانك» معطوف على سابقه، ولهذا فقد قطّع الحديث بالشكل السابق، وبالتالي فقد ترك هذا التقطيع أثره على معنى الحديث.
2. ما يرجع إلى اللفظ
من جملة آثار التصحيف التي عثرنا عليها أثناء عملنا هي التصحيح القياسي للحديث، وذلك أنّ بعض أنواع التصحيف تترك أثرها على الحديث من ناحية نحوية، ففي مقام تحقيق الكتب الحديثية أو استنساخها أو النقل عنها يقوم المحقّق أو المستنسخ بتصحيح الخطأ النحوي ، باعتبار أنّ أهل البيت عليهم السلام من خير قبائل العرب مولداً وموطناً، وهم مع ذلك سادة الكلام، فلا يتصوّر خطؤهم نحوياً، خاصّة إذا كان الخطأ واضحاً، ولهذا فإنّ أمثال هذه الأخطاء ناجمة عن نقل الرواة والنسّاخ، لا عن قصور أهل البيت عليهم السلام ، فيقوم المحقّق والناسخ بتصحيحها.
إلّا أنّ هذا التصحيح إذا لم تؤخذ فيه أسباب التصحيف بنظر الاعتبار قد ينتهي إلى نتائج غير مطلوبة، ومن نماذج ذلك:
النموذج الأوّل:
35. 1) في كتاب من لا يحضره الفقيه: وَفي رِوايَةِ مُحَمَّدِ بنِ قَيسٍ، عَن أَبي