71
التّصحيف في متن الحديث

۴۲.۲) وفي وسائل الشيعة: عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن مُعَلّى بنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الوَشّاءِ، عَن أَبانٍ، عَنِ الحارِثِ بنِ المُغيرَةِ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام قالَ: إِذا كانَت لَكَ حاجَةٌ، فَتَوَضّأ وَصَلِّ رَكعَتَينِ ثُمَّ احمَدِ اللّه‏َ وَأَثنِ عَلَيهِ وَاذكُر مِن آلائِهِ، ثُمَّ ادعُ (بِما تُحِبُّ خ ل) . ۱

فالتصحيف في الحديث الأوّل (الآية) إنّما وقع بسبب خلو الخطّ الكوفي عن النقاط؛ إذ إنّ كتابة «الآية» و«الآئه» في الخطّ الكوفي بشكل واحد.

النموذج الثاني:

۴۳.۱) في تفسير القمّي: ثُمَّ ناداها جَبرَئيلُ عليه ‏السلام :« وَ هُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَـقِطْ عَلَيْكِ » ، أَي هُزّي النَّخلَةَ اليابِسَةَ، فَهَزَّت، وَكانَ ذَلِكَ اليَومُ سوقٌ، فاستَقبَلَها الحاكَةُ، وَكانَت الحياكَةُ أَنبَلَ صِناعَةٍ في ذَلِكَ الزَّمانِ، فَأقبَلوا عَلى بِغالٍ شُهْبٍ، فَقالَت لَهُم مَريَمُ: أَينَ النَّخلَةُ اليابِسَةُ، فاستَهزَؤوا بِها وَزَجَروها... . ۲

۴۴.۲) وفي قصص الأنبياء: ثُمَّ ناداها جَبرَئيلُ عليه ‏السلام :« وَ هُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ » ، أَي هُزّي النَّخلَةَ اليابِسَةَ، وَكانَ ذَلِكَ اليَومُ سوقاً، فاستَقبَلَتها الحاكَةُ، وَكانَت الحياكَةُ أَنيَلَ، أَي أَنفَعَ صِناعَةٍ في ذَلِكَ الزَّمانِ، فَأقبَلوا عَلى بِغالٍ شُهْبٍ، فَقالَت لَهُم مَريَمُ: أَينَ النَّخلَةُ اليابِسَةُ، فاستَهزَؤوا بِها وَزَجَروها... . ۳

فالتصحيف في قوله: «أنبل» بسبب التنقيط كما هو واضح. وأمّا معنى الحديث، فإن كان لفظه الصادر عن المعصوم هو الأوّل دلّ على أنّ الحياكة من أفضل الصناعات، قال ابن منظور في معنى النبل: «النُّبل والنَّبالة: الفَضل». ۴
وأمّا إن كان لفظه «أنيل صناعة» فالمعنى أنّها تعود بربح كثير على الحائك، ولهذا

1.وسائل الشيعة: ج ۸ ص ۱۳۲ ح ۱۰۲۳۸.

2.تفسير القمّي: ج ۲ ص ۴۸.

3.قصص الأنبياء: ص ۴۰۴.

4.لسان العرب: ج ۱۱ ص ۶۴۰ «نبل».


التّصحيف في متن الحديث
70

أوائل القرن الرابع، ثمّ حسّنه وزاد عليه في تغريب الخطّ ابن البوّاب، وكان ذلك في القرن الرابع.
فلمّا نُقلت الأحاديث من مصادرها المكتوبة بالخطّ الكوفي إلى الكتب الأُخرى والمكتوبة بخطّ النسخ ، انعكس تشابه الكلمات بعضها بالبعض على الكتابة أيضاً بعد أن كان منحصراً على القراءة فقط، فالكلمة لم يكن لها في المصادر القديمة إلّا شكل واحد، فصار لها شكلان أو أكثر ؛ نتيجة تنقيط حروفها أو إضافة الألف الوسطى إليها، فكُتب الحديث الواحد بأشكال عديدة ، وتعدّدت نسخ الحديث الواحد من ذلك الحين، ولهذا كتب الشيخ الصدوق بعد نقله للحديث التالي: «قال أمير المؤمنين عليه ‏السلام : مَن جَدَّدَ قَبراً أَو مَثَّل مثالاً فَقَد خَرَجَ مِن الإسلام»، قائلاً:
اختلف مشايخنا في معنى هذا الخبر، فقال محمّد بن الحسن الصفّار رحمه‏الله: هو «جدَّد» بالجيم لا غير... وذكر عن سعد بنِ عَبدِ اللّه‏ِ رحمه‏اللهأنّه كان يقول: إنّما هو «من حدَّد قبراً» بالحاء غير المعجمة، يعني به من سنَّم قبراً... . ۱
فسبب الاختلاف في قراءة الحديث هو التنقيط كما هو واضح، وإلّا فلو كانت الحروف منقوطة لما حدث هذا الاختلاف في معناه. وإليك فيما يلي بعض النماذج:

النموذج الأوّل:

۴۱.۱) الحُسَينُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن مُعَلّى بنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الوَشّاءِ، عَن أَبانٍ، عَنِ الحارِثِ بنِ المُغيرَةِ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام قالَ: إِذا كانَت لَكَ حاجَةٌ، فَتَوَضّأ وَصَلِّ رَكعَتَينِ ثُمَّ احمَدِ اللّه‏َ وَأَثنِ عَلَيهِ وَاذكُر مِنَ الآيَةِ، ثُمَّ ادعُ تُجَب . ۲

1.كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۱ ص ۱۸۹ ح ۵۷۹ .

2.الكافي: ج ۳ ص ۴۷۹ ح ۹.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 276712
صفحه از 277
پرینت  ارسال به