73
التّصحيف في متن الحديث

وأمّا التصحيف بسبب خلو الخطّ الكوفي من الألف الوسطى فمن نماذجه:


التّصحيف في متن الحديث
72

فُسّرت في الحديث بقوله: «أي أنفع».

النموذج الثالث:

۴۵.۱) روي عن رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : مَثَلُ المُؤمِنِ كَمَثَلِ النَّحلَةِ، لا يَأَكُلُ إلّا طَيِّباً ولا يَضَعُ إلّا طَيِّباً . ۱

۴۶.۲) وروي عن رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ مَثَلَ المُؤمِنِ لَكَمَثَلِ النَّخلةِ، أَكَلَت طَيِّباً، ووَضَعَت طَيِّباً . ۲

قال ابن الأثير في بيان معناه:
المشهور في الرواية بالخاء المعجمة، وهي واحدة النخيل، وروي بالحاء المهملة؛ يريد نَحلة العسل. ووجه المشابهة بينهما: حِذق النحل وفطنته، وقلّة أذاه وحقارته ومنفعته، وقنوعه وسعيه في الليل، وتنزّهه عن الأقذار، وطيب أكله، وأنّه لا يأكل من كسب غيره، ونُحوله وطاعته لأميره... . ۳
وسبب التصحيف في أحدهما هو خلو الخطّ الكوفي عن النقاط إذ إنّ «النحلة» و«النخلة» تكتبان في الخطّ الكوفي بشكل واحد. ۴

1.شُعب الإيمان: ج ۵ ص ۵۸ ح ۵۷۶۵، المستدرك على الصحيحين: ج ۱ ص ۱۴۷ ح ۲۵۳ نحوه وكلاهما عن عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص، كنز العمّال: ج ۱ ص ۱۴۷ ح ۷۲۹.

2.مسند أحمد بن حنبل: ج ۲ ص ۶۳۹ ح ۶۸۸۹، المصنّف لعبد الرزّاق: ج ۱۱ ص ۴۰۵ ح ۲۰۸۵۲، المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۵۵۹ ح ۸۵۶۶ كلّها عن عبد اللّه‏ بن عمرو ، المعجم الكبير : ج ۹ ص ۲۰۴ ح ۴۵۹ عن أبي رزين وكلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج ۶۱ ص ۲۳۸.

3.النهاية في غريب الحديث: ج ۵ ص ۲۹ «نحل».

4.ومن أمثلته أيضاً: النموذج الرابع: ۱. في الكافي: «يا موسى أَبناءُ الدُّنيا وَأَهلُها فِتَنٌ بَعضُهُم لِبَعضٍ، فَكُلٌّ مُزَيَّنٌ لَهُ ما هوَ فيهِ وَالمُؤمِنُ مَن زُيِّنَت لَهُ الآخِرَةُ، فَهوَ يَنظُرُ إِلَيها ما يَفتُرُ، قَد حالَت شَهوَتُها بَينَهُ وَبَينَ لَذَّةِ العَيشِ، فَأَدلَجَتهُ بِالأَسحارِ كَفِعلِ الرّاكِبِ السّائِقِ إِلى غايَتِهِ، يَظَلُّ كَئيباً وَيُمسي حَزيناً» الكافي: ج ۸ ص ۴۷. ۲. وفي تحف العقول: «يا موسى طِب نَفساً عَنِ الدُّنيا وَانطَوِ عَنها؛ فَإِنَّها لَيسَت لَكَ وَلَستَ لَها، ما لَكَ وَلِدارِ الظّالِمينَ إِلّا لِعامِلٍ فيها بِالخَيرِ، فَإِنَّها لَهُ نِعمَ الدّارُ، يا موسى، الدُّنيا وَأَهلُها فِتَنٌ بَعضُها لِبَعضٍ، فَكُلٌّ مُزَيَّنٌ لَهُ ما هوَ فيهِ، وَالمُؤمِنُ زُيِّنَت لَهُ الآخِرَةُ، فَهوَ يَنظُرُ إِلَيها ما يَفتُرُ، قَد حالَت شَهوَتُها بَينَهُ وَبَينَ لَذَّةِ العَيشِ، فَأَدلَجَتهُ بِالأَسحارِ، كَفِعلِ الرّاكِبِ السّابِقِ إِلى غايَتِهِ، يَظَلُّ كَئيباً وَيُمسي حَزيناً» تحف العقول: ص ۴۹۳، تنبيه الخواطر: ج ۲ ص ۴۴، أعلام الدين: ص ۲۲۰، بحار الأنوار: ج ۱۳ ص ۳۳۵. فإنّ كتابة «السائق» و«السابق» في الخطّ الكوفي بشكل واحد. النموذج الخامس: ۱. روي في عدّة الداعي عن رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله أنّه قال: «عِندَ مُنصَرَفِهِ مَن أُحُدٍ وَالنّاسُ مُحدِقونَ بِهِ: أَيُّها النّاسُ، أَقبِلوا عَلى ما كُلِّفتُموهُ مِن إصلاحِ آخِرَتِكُم، وَأَعرِضوا عَمّا ضُمِنَ لَكُم مِن دُنياكُم، ولا تَستَعمِلوا جَوارِ غُذِّيَت بِنِعمَتِهِ في التَّعَرُّضِ لِسَخَطِهِ بِمَعصيَتِهِ، واجعَلوا شُغلَكُم في التِماسِ مَغفِرَتِهِ، وَاصرِفوا هِمَّتَكُم بِالتَّقَرُّبِ إلى طاعَتِهِ، مَن بَدَأَبِنَصيبِهِ مِنَ الدُّنيا فَإِنَّهُ نَصيبُهُ مِنَ الآخِرَةِ ولَم يُدرِك مِنها مايُريدُ، ومَن بَدَأَ بِنَصيبِهِ مِنَ الآخِرَةِ وَصَلَ إلَيهِ نَصيبُهُ مِنَ الدُّنيا وَأَدرَكَ مِنَ الآخِرَةِ مايُريدُ» عدّة الداعي: ص ۲۸۸. ۲. وفي أعلام الدين وبحار الأنوار: «أَيُّها النّاسُ، أَقبِلوا عَلى ما كُلِّفتُموهُ مِن إصلاحِ آخِرَتِكُم، وَأَعرِضوا عَمّا ضُمِنَ لَكُم مِن دُنياكُم، ولا تَستَعمِلوا جَوارِحَ غُذِّيَت بِنِعمَتِهِ في التَّعَرُّضِ لِسَخَطِهِ بِمَعصيَتِهِ، واجعَلوا شُغلَكُم في التِماسِ مَغفِرَتِهِ، وَاصرِفوا هَمَّكُم بِالتَّقَرُّبِ إلى طاعَتِهِ، مَن بَدَأَ بِنَصيبِهِ مِنَ الدُّنيا فاتَهُ نَصيبُهُ مِنَ الآخِرَةِ ولَم يُدرِك مِنها مايُريدُ، ومَن بَدَأَ بِنَصيبِهِ مِنَ الآخِرَةِ وَصَلَ إلَيهِ نَصيبُهُ مِنَ الدُّنيا وَأَدرَكَ مِنَ الآخِرَةِ مايُريدُ » أعلام الدين: ص ۳۳۹ ح ۲۳، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۲۵. فإنّ تشابه الكلمتين «فإنّه» و«فاته» في الخطّ الكوفي تسبّب في تصحيف إحداهما بالأُخرى. النموذج السادس: ۱. في كتاب من لا يحضره الفقيه: «وَرُويَ عَن إِسماعيلَ بنِ مِهرانَ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن جابِرٍ، عَن زَينَبَ بِنتِ عَليٍّ عليه ‏السلام قالَت: قالَت فاطِمَةُ عليهاالسلام في خُطبَتِها في مَعنى فَدَكَ: للّه‏ِ فيكُم عَهدٌ قَدَّمَهُ إِلَيكُم، وَبَقيَّةٌ استَخلَفَها عَلَيكُم؛ كِتابُ اللّه‏ِ بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، وَآيٌ مُنكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، وَبُرهانٌ مُتَجَلّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُديمٌ لِلبَريَّةِ استِماعُهُ، وَقائِدٌ إِلى الرِّضوانِ أَتباعَهُ مُؤَدّياً إِلى النَّجاةِ أَشياعَهُ، فيهِ تِبيانُ حُجَجِ اللّه‏ِ المُنَوَّرَةِ، وَمَحارِمِهِ المَحدودَةِ، وَفَضائِلِهِ المَندوبَةِ، وَجُمَلِهِ الكافيَةِ، وَرُخَصِهِ المَوهوبَةِ، وَشَرائِعِهِ المَكتوبَةِ، وَبَيِّناتِهِ الخاليَةِ، فَفَرَضَ اللّه‏ الإيمانَ تَطهيراً مِنَ الشِّركِ...» كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۳ ص ۵۶۷ ح ۴۹۴۰. ۲. وفي بحار الأنوار وقد ذكر خبر مجيء فاطمة عليهاالسلام معترضة علي أبي بكر، وخطبتها أمام حشد من الناس: «ثُمَّ أَنتُم عِبادَ اللّه‏ِ ـ تُريدُ أَهلَ المَجلِسِ ـ نُصْبُ أَمرِ اللّه‏ِ وَنَهيِهِ، وَحَمَلَةُ دينِهِ وَوَحيِهِ، وَأُمَناءُ اللّه‏ِ عَلى أَنفُسِكُم، وَبُلَغاؤُهُ إِلى الأُمَمِ، زَعَمتُم حَقٌّ لَكُم للّه‏ِ فيكُم، عَهدٌ قَدَّمَهُ إِلَيكُم، وَنَحنُ بَقيَّةٌ استَخلَفَنا عَلَيكُم، وَمَعَنا كِتابُ اللّه‏ِ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، وَآيٌ فينا مُنكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، وَبُرهانٌ مُنجَليَةٌ ظَواهِرُهُ، مُديمٌ لِلبَريَّةِ إِسماعُهُ، قائِدٌ إِلى الرِّضوانِ اتِّباعُهُ، مُؤَدٍّ إِلى النَّجاةِ استِماعُهُ، فيهِ بَيانُ حُجَجِ اللّه‏ِ المُنَوَّرَةِ، وَعَزائِمِهِ المُفَسَّرَةِ، وَمَحارِمِهِ المُحَذَّرَةِ، وَبَيِّناتِهِ الجاليَةِ، وَجُمَلِهِ الكافِيَةِ، وَفَضائِلِهِ المَندوبَةِ، وَرُخَصِهِ المَوهوبَةِ، وَشَرائِعِهِ المَكتوبَةِ، فَفَرَضَ اللّه‏ُ الإِيمانَ تَطهيراً لَكُم مِنَ الشِّركِ...» بحار الأنوار: ج ۲۹ ص ۲۲۲.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 253073
صفحه از 277
پرینت  ارسال به