معرفتنا بالقراءة، وإنّما لزيغ أبصارنا وتخيّلها أنّها تلك ؛ بسبب اتّحاد حروفهما وتقارب شكلهما، وهذا أحد عوامل التصحيف في الحديث الشريف، ومن نماذجه:
النموذج الأوّل:
۷۸.۱) في نهج البلاغة: هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقيقَةِ البَصيرَةِ، وباشَروا روحَ اليَقينِ، واستَلانوا ما استَعوَرَهُ المُترَفونَ، وَأَنِسوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ، وصَحِبوا الدُّنيا بِأَبدانٍ أَرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالَمحَلِّ الأَعلى. أُولئِكَ خُلَفاءُ اللّهِ في أَرضِهِ، وَالدُّعاةُ إلى دينِهِ، آهِ آهِ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم . ۱
۷۹.۲) وفي الإرشاد عن أَمير المؤمنين عليه السلام : هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقائِقِ الإيمانِ، فاستَلانوا روحَ اليَقينِ، فَأَنِسوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ، واستَلانوا ما استَوعَرَهُ المُترَفونَ، صَحِبوا الدُّنيا بِأَبدانٍ أَرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالَمحَلِّ الأَعلى، أُولئِكَ خُلَفاءُ اللّهِ في أرضِهِ، وحُجَجُهُ عَلى عِبادِهِ... هاهِ هاهِ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم . ۲
فاتّحاد حروف الكلمتين وتقارب شكلهما صار سبباً لزيغ البصر والوقوع في التصحيف.
النموذج الثاني:
۸۰.۱) في الكافي: عن عيسى بنِ عَبدِ اللّهِ القُمّيِّ، عَن أَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ: كانَ أَميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ إِذا فَرَغَ مِن الزَّوالِ: اللَّهُمَّ إنّي أَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِجودِكَ وكَرَمِكَ، وأَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ، وأَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وأَنبيائِكَ المُرسَلينَ، وبِكَ اللَّهُمَّ لك الغِنى عَنّي وَبيَ الفاقَةُ إلَيكَ، أَنتَ الغَنيُّ وَأَنا الفَقيرُ إلَيكَ، أقَلتَني عَثرَتي، وسَتَرتَ عَلَيَّ ذُنوبي، فَاقضِ ليَ اليَومَ حاجَتي، ولا تُعَذِّبني