89
التّصحيف في متن الحديث

بِقَبيحِ ما تَعلَمُ مِنّي، بَل عَفوُكَ وَجودُكَ يَسَعُني. قالَ: ثُمَّ يَخِرُّ ساجِداً ويَقولُ: يا أَهلَ التَّقوى وَيا أَهلَ المَغفِرَةِ، يا بَرُّ يا رَحيمُ، أَنتَ أَبَرُّ بي مِن أَبي وَأُمّي، ومِن جَميعِ الخَلائِقِ، اقبَلني بِقَضاءِ حاجَتي، مُجاباً دُعائي، مَرحوماً صَوتي، قَد كَشَفتَ أَنواعَ البَلايا عَنّي . ۱

۸۱.۱) وفي كتاب من لا يحضره الفقيه: وَكانَ أَميرُ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام يَقولُ إِذا فَرَغَ مِنَ الزَّوالِ: اللَّهُمَّ إنّي أَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِجودِكَ وكَرَمِكَ، وأَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ، وأَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ، وأَنبيائِكَ المُرسَلينَ، وبِكَ، اللَّهُمَّ أَنتَ الغَنيُّ عَنّي وَبيَ الفاقَةُ إلَيكَ، أَنتَ الغَنيُّ وَأَنا الفَقيرُ إلَيكَ، أَقِلني عَثرَتي، وَاستُر عَلَيَّ ذُنوبي، وَاقضِ اليَومَ حاجَتي، ولا تُعَذِّبني بِقَبيحِ ما تَعلَمُ بِهِ مِنّي، بَل عَفوُكَ يَسَعُني وَجودُكَ. قالَ: ثُمَّ يَخِرُّ ساجِداً ويَقولُ: يا أَهلَ التَّقوى وَيا أَهلَ المَغفِرَةِ، يا بَرُّ يا رَحيمُ، أَنتَ أَبَرُّ بي مِن أَبي وَأُمّي، ومِن جَميعِ الخَلائِقِ، اقلِبني بِقَضاءِ حاجَتي، مُجاباً دُعائي، مَرحوماً صَوتي، قَد كَشَفتَ أَنواعَ البَلايا عَنّي . ۲

فإنّ الكلمتين: «اقبلني» و«اقلبني» متّحدتا الحروف متقاربتا الشكل، وقد حصل التصحيف في إحداهما بتقديم حرف على آخر. علماً أنّ الموجود في النسخة المحقّقة في مركز أبحاث دار الحديث لكتاب الكافي هو: «اقلبني» ، وفي هامشه: «هكذا في: ب، ج، د، ز، بر، بس، بف، والوافي. وفي: ص والمطبوع: اقبلني». ۳

1.الكافي: ج ۲ ص ۵۴۵ ح ۱.

2.كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۱ ص ۳۲۶ ح ۹۵۶، مصباح المتهجّد: ص ۴۸، دعائم الإسلام: ج ۱ ص ۲۰۹، فلاح السائل: ص ۱۴۴، جمال الأُسبوع: ص ۲۴۹، شرح أُصول الكافي للمازندراني: ج ۱۰ ص ۳۷۲، وسائل الشيعة: ج ۶ ص ۴۸۲ ح ۸۴۹۶ نقلاً عن الكافي.

3.الكافي (تحقيق دار الحديث): ج ۴ ص ۴۷۳ ح ۳۳۵۰.


التّصحيف في متن الحديث
88

معرفتنا بالقراءة، وإنّما لزيغ أبصارنا وتخيّلها أنّها تلك ؛ بسبب اتّحاد حروفهما وتقارب شكلهما، وهذا أحد عوامل التصحيف في الحديث الشريف، ومن نماذجه:

النموذج الأوّل:

۷۸.۱) في نهج البلاغة: هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقيقَةِ البَصيرَةِ، وباشَروا روحَ اليَقينِ، واستَلانوا ما استَعوَرَهُ المُترَفونَ، وَأَنِسوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ، وصَحِبوا الدُّنيا بِأَبدانٍ أَرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالَمحَلِّ الأَعلى. أُولئِكَ خُلَفاءُ اللّه‏ِ في أَرضِهِ، وَالدُّعاةُ إلى دينِهِ، آهِ آهِ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم . ۱

۷۹.۲) وفي الإرشاد عن أَمير المؤمنين عليه ‏السلام : هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقائِقِ الإيمانِ، فاستَلانوا روحَ اليَقينِ، فَأَنِسوا بِما استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ، واستَلانوا ما استَوعَرَهُ المُترَفونَ، صَحِبوا الدُّنيا بِأَبدانٍ أَرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالَمحَلِّ الأَعلى، أُولئِكَ خُلَفاءُ اللّه‏ِ في أرضِهِ، وحُجَجُهُ عَلى عِبادِهِ... هاهِ هاهِ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم . ۲
فاتّحاد حروف الكلمتين وتقارب شكلهما صار سبباً لزيغ البصر والوقوع في التصحيف.

النموذج الثاني:

۸۰.۱) في الكافي: عن عيسى بنِ عَبدِ اللّه‏ِ القُمّيِّ، عَن أَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه ‏السلام قالَ: كانَ أَميرُ المُؤمِنينَ عليه ‏السلام يَقولُ إِذا فَرَغَ مِن الزَّوالِ: اللَّهُمَّ إنّي أَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِجودِكَ وكَرَمِكَ، وأَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ، وأَتَقَرَّبُ إلَيكَ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وأَنبيائِكَ المُرسَلينَ، وبِكَ اللَّهُمَّ لك الغِنى عَنّي وَبيَ الفاقَةُ إلَيكَ، أَنتَ الغَنيُّ وَأَنا الفَقيرُ إلَيكَ، أقَلتَني عَثرَتي، وسَتَرتَ عَلَيَّ ذُنوبي، فَاقضِ ليَ اليَومَ حاجَتي، ولا تُعَذِّبني

1.نهج البلاغة: الحكمة ۱۴۷، عيون الحكم والمواعظ: ص ۵۱۴ الرقم ۹۳۵۱ نحوه؛ كنز العمّال: ج۱۰ ص ۲۶۴ ح ۲۹۳۹۱ نقلاً عن ابن الأنباري في المصاحف.

2.الإرشاد: ج ۱ ص ۲۲۸، الخصال: ص ۱۸۶ ح ۲۵۷، كمال الدين: ص ۲۹۱، تحف العقول: ص ۱۷۱، بحار الأنوار: ج ۱ ص ۱۸۷ ح ۴ نقلاً عن الخصال.

  • نام منبع :
    التّصحيف في متن الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث، للطباعة و النشر
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1432 ق / 1390 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000 ریال
تعداد بازدید : 251786
صفحه از 277
پرینت  ارسال به