109
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

بالبقيع مع عمّه الحسن بن عليّ عليهم السلام ، وكان مدّة إمامته بعد أبيه أربعا وثلاثين سنة ، وكان في أيّام إمامته بقيّة ملك يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان عليهم اللعنة ، وتوفّي عليه السلام في ملك الوليد بن عبد الملك لعنه اللّه . ۱
وفي الفصل الخامس :
له عليه السلام خمسة عشر ولدا : محمّد الباقر عليه السلام ، اُمّه اُمّ عبد اللّه بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؛ وأبو الحسن زيد ، وعمر ، اُمّهما اُمّ ولد ؛ ومحمّد الأصغر ، اُمّه اُمّ ولد ؛ وفاطمة وعليّة واُمّ كلثوم .
وكان زيد بن عليّ أفضل إخوته بعد أبي جعفر الباقر عليه السلام ، وكان عابدا ورعا سخيّا شجاعا ، وظهر بالسيف يطلب بثارات الحسين عليه السلام ، ويدعو إلى الرضا من آل محمّد عليهم السلام ، فظنّ الناس أنّه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها ؛ لمعرفته باستحقاق أخيه الباقر عليه السلام .
وجاءت الرواية أنّ سبب خروجه بعد الذي ذكرناه أنّه دخل على هشام بن عبد الملك وقد جمع هشام له أهل الشام ، وأمر أن يتضايقوا في المجلس حتّى لا يتمكّن من الوصول إلى قربه ، فقال له زيد بن عليّ عليه السلام : إنّه ليس من عباد اللّه أحد فوق أن يوصي بتقوى اللّه ، وإنّما اُوصيك بتقوى اللّه فاتّقه . فقال له هشام : أنت المؤمّل نفسك للخلافة ، وما أنت وذاك لا اُمّ لك ، وإنمّا أنت ابن أَمَة ، فقال له زيد : إنّي لا أعلم أحدا أرفع منزلة عند اللّه من نبيّ وهو ابن أمة ، فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعثه ، وهو إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام ، فالنبوّة أعظم عند اللّه أم الخلافة ؟ وبعد فما يقصر برجل أبوه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؟ فوثب عن مجلسه ودعا قهرمانه ، وقال : لا يبيتنّ هذا في عسكري ، فخرج زيد عليه السلام وهو يقول : إنّه لم يكره قوم قطّ حرّ السيوف إلّا ذُلّوا .
وذكر القتيبي بإسناده في كتاب عيون الأخبار أنّ هشاما قال لزيد بن عليّ لمّا دخل عليه : ما فعل أخوك البقرة؟ فقال زيد عليه السلام : سمّاه رسول اللّه صلى الله عليه و آله باقر العلم وأنت تسمّيه بقرة ؟! لقد اختلفتما إذن .
قال : فلمّا وصل الكوفة اجتمع عليه أهلها ، فلم يزالوا به حتّى بايعوه على الحرب، ثمّ

1.إعلام الورى ، ص ۲۵۶ ـ ۲۵۷ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
108

قوله : (أقامَتِ امْرَأتُه الكَلْبِيَّةُ عليه مَأتَما) . [ح ۹ / ۱۲۶۸]
في الصحاح في فصل الهمزة : «المأتم عند العرب : النساء يجتمعن في الخير والشرّ» . ۱
وفي القاموس : «المأتم ـ كمقعد ـ : كلّ مجتمع من حزن أو فرح ، أو خاصّ بالنساء ، أو بالشوابّ» . ۲قوله : (جُوَنا لتستعينَ بها على مأتم الحسين) . [ح ۹ / ۱۲۶۸]
في القاموس في فصل الجيم : «الجؤنة ـ بالضمّ ـ سفط مغطّى بجلد ، ظرف لطيب العطّار ، أصله الهمز ، ويلين . والجمع كصرد» . ۳

باب مولد عليّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام

في الباب الثالث من الركن الثالث من كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسي ـ قدّس اللّه روحه ـ في الفصل الأوّل :
كنيته أبو محمّد ، ويكنّى بأبي الحسن أيضا ، وبأبي القاسم ، ولقبه سيّد العابدين وزين العابدين والسجّاد وذو الثفنات ، وإنّما لقب بذلك لأنّ مواضع السجود منه كثفنة البعير من كثرة سجوده عليه السلام .
وولد ـ صلوات اللّه عليه ـ يوم الجمعة . ويقال : يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة . وقيل : لتسع خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة . وقيل : سنة ستّ وثلاثين . وقيل : سنة سبع وثلاثين ، واسم اُمّه شاه زنان . وقيل : شهره بانويه ، وإنّ أمير المؤمنين عليه السلام ولّى حريث بن جابر الجعفي جانبا من المشرق ، فبعث إليه بابنتي يزدجر بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين عليه السلام إحداهما ، فأولدها زين العابدين عليه السلام ، ونحل اُخرى محمّد بن أبي بكر رضى الله عنه [فأولدها القاسم ]فهما ابنا خالة . وتوفّي عليه السلام يوم السبت لاثنتي عشرة بقيت من المحرّم سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله سبع وخمسون ، ودفن

1.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۷۵ (أتم) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۷۳ (أتم) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۰۸ (جأن) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65195
صفحه از 688
پرینت  ارسال به