111
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

فقال الرضا عليه السلام : «إنّ زيد بن عليّ لم يدّع ما ليس له بحقّ وإن كان أتقى للّه من ذلك ، إنّه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد ، وإنّما جاء ما جاء فيمن يدّعي أنّ اللّه نصّ عليه ، ثمّ يدعو إلى غير دين اللّه ، ويضلّ عن سبيله بغير علم ، وكان زيد واللّه ممّن خوطب بهذه الآية : «وَجَاهَدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ » . ۱
وفي ذيل هذا الحديث :
قال محمّد بن عليّ بن الحسين مصنّف هذا الكتاب رضى الله عنه : لزيد بن عليّ فضائل كثيرة عن غير الرضا عليه السلام أحببت إيرادها على أثر هذا الحديث ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الإماميّة فيه . ۲
إلى آخر ما نقل . وما يخالف هذه الأخبار شاذّ .
قوله : (أتَشْتِمُني هذه؟ وهمَّ بها) . [ح ۱ / ۱۲۶۹]
هكذا في كثير من النسخ . وفي بعضها : «أتشهّى» على أن تكون متكلّما من التشهّي ، وهو أصوب .
قوله : (لَيَلِدَنَّ۳لكَ منها خيرُ أهل الأرض) . [ح ۱ / ۱۲۶۹]
بالياء ، وفي بعض النسخ بالمثناة الفوقانيّة ، واستشكله بعض ، واضطرّ على أن حكم بوقوع تصرّف من جهة الكتّاب أوالرواة .
وقال الفاضل الجليل مولانا خليل في شرحه :
«لتلدنّ» به صيغه غائبه مؤكّده بنون ثقيله ، ومفعول آن محذوفست ، و«لك» متعلّق به «تلدنّ» يا خبر مبتدا است . «منها» خبر مبتدا است يا متعلّق به ظرف . «خير» مرفوع ومبتدا است . ۴
أقول : إنّه قد تقرّر في موضعه أنّ الفعل المتعدّي قد ينزّل منزلة اللازم ، وذلك إذا كان القصد إلى مجرّد الفعل من غير عموم في أفراده ولا خصوص ، ومن غير تعلّقه

1.الحجّ (۲۲) : ۷۸ .

2.عيون أخبار الرضا، ج ۱ ، ص ۲۴۹ ، ح ۱ .

3.في الكافي المطبوع : «لتلدنّ».

4.شرحه على الكافي المسمّى ب «صافى» فارسيّ ، وسيطبع في مركز بحوث دارالحديث .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
110

نقضوا بيعته وأسلموه ، فقُتل وصُلب بينهم أربع سنين لا ينكره أحد منهم ، ولا يعيّره بيد ولا لسان ، وكان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة ، وكان سنّه يوم قتل اثنين وأربعين سنة ، ولمّا بلغ ذلك من الصادق عليه السلام كلّ مبلغ حزن عليه حزنا شديدا ، وفرّق من ماله في عيال من اُصيب معه ألفَ دينار .
وكان عبد اللّه بن عليّ بن الحسين عليهماالسلامفقيها فاضلاً ، وكان يلي صدقات رسول اللّه صلى الله عليه و آله وصدقات أمير المؤمنين .
وكان عمر بن عليّ بن الحسين عليه السلام فاضلاً جليلاً ورعا ، وكان أيضا يلي صدقات رسول اللّه صلى الله عليه و آله وصدقات أمير المؤمنين عليه السلام .
وكان الحسين بن علي بن الحسين فاضلاً ورعا ، وروى أخبارا كثيرة عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السلام وعن أخيه أبي جعفر عليه السلام وعن عمّته فاطمة بنت الحسين . ۱
أقول : نقل الصدوق قدس سره في كتاب عيون الأخبار روايات كثيرة يتضمّن مدح زيد بن عليّ عليه السلام ، منها : ما رواه بالإسناد عن أبي عبدون ، قال :
لمّا حُمل زيد بن موسى بن جعفر عليه السلام إلى المأمون وقد كان خرج بالبصرة وأحرق دور ولد العبّاس ، وهب المأمون جرمه لأخيه عليّ بن موسى الرضا عليه السلام وقال: يا أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقُتل ، ولولا مكانك منّي لقتلته ، فليس ما أتاه بصغير .
فقال الرضا عليه السلام : «يا أمير المؤمنين ، لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن عليّ ؛ فإنّه كان من علماء آل محمّد صلى الله عليه و آله ، وغضب للّه ، فجاهد أعداءه حتّى قتل في سبيله ، ولقد حدّثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد بن عليّ عليهماالسلاميقول : رحم اللّه عمّي زيدا إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد ، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، ولقد استشارني في خروجه ، فقلت: يا عمّي إن رضيت أن تكون المقتولَ المصلوب بالكناسة فشأنك ، فلمّا ولّى قال جعفر بن محمّد عليه السلام : ويل لمن سمع داعيه فلم يجبه ».
فقال المأمون: يا أبا الحسن أوليس قد جاء فيمن ادّعى الإمامة بغير حقّها ما جاء ؟!

1.إعلام الورى ، ص ۲۶۲ ـ ۲۶۳ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 90160
صفحه از 688
پرینت  ارسال به