129
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

وينبغي أن يعلم أنّ المراد بالأسماء المعاني المدلول عليها بالأسماء ، ودعاء اللّه تعالى بها في الحقيقة الاعتقاد بها ، والدعاء اللفظي إظهار للدعاء الحقيقي؛ «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى»۱ ، ونقل تلك الأسماء إلى الغير اعتقاد ثبوتها له .
وقوله : (وهو قول اللّه ). [ح ۵ / ۱۲۹۳]
يعني ما قلت لك من نقل الأسماء وتحويلها عن مستقرّها ليس قولي وادّعائي ، بل هو قول اللّه ، أي مقوله .
وقوله :«إِنْ هِىَ إِلَا أَسْمَاءٌ»إلى آخره، [ح ۵ / ۱۲۹۳] عطف بيان للمقول .
وقوله : (البطنُ لآل محمّد والظَّهْرُ مَثَلٌ) [ح ۵ / ۱۲۹۳] بالتنوين ، اعتراضٌ في البين ، وصفة في المعنى .
والمراد بالمثل ما يعتبر به حال ما يشابهه ويماثله ، قال اللّه تعالى : «وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَا الْعَالِمُونَ»۲ ، وقال تعالى : «وَيَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»۳ .
هذا ما رُزقت من الفهم ، فإن كان نقص فلنقص القائل .
قوله : (مُؤْيَسا) . [ح ۵ / ۱۲۹۳]
أي مقنطا بفتح النون ، أي يقنطني كلّ من اطّلع على قصدي وغرضي في ذلك، وكدت أصير مرفوعَ الطمع في نيل المقصود .
وقوله : (أن لا أكون) . [ح ۵ / ۱۲۹۳]
أي بتخيّل (أن لا أكونَ ظَفِرْتَ بحاجتي) التي هي التشرّف بلقائك . ولعلّ الغرض إظهار الشكر على حصول المقصد بعدما كدت أقطع الرجاء .
قوله : (من شهره۴
ذلك) . [ح ۵ / ۱۲۹۳]

أي الشهر الذي وقع فيه باُمّك .

1.طه (۲۰) : ۱۴ .

2.العنكبوت (۲۹) : ۴۳ .

3.إبراهيم (۱۴) : ۲۵ .

4.في الكافي المطبوع : «من سَهَرِه» . وفي بعض النسخ : «من سحره» .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
128

والمراد المعنى العامّ ، وهو ما بلغ حدّ الضراب ، أعمّ من أن يصدر منه أعني الفحل ، أو يقع عليه أعني الناقة .
قوله : (لا يَرَدُّ سائلُه) . [ح ۵ / ۱۲۹۳]
أي سائل اللّه به . والإضافة بالملابسة .
قوله : (ما أقَلَّ ضَرْبَك) . [ح ۵ / ۱۲۹۳]
أي مثلك . و«ما أقلّ» فعل التعجّب .
قوله : (من أهل الشرك وحَلَّت النقمات في دُورِ الشياطينَ) . [ح ۵ / ۱۲۹۳]
المراد بأهل الشرك والشياطين الأوّلُ والثاني وأتباعهم وأشياعهم . والضمير في «حوّلوا» [راجع] إليهم ، والمفعول محذوف ، أي حوّلوا الأمر عن وليّه إلى غيره، واستبدلوا الهدى بالضلال ، ونقلوا تلك الأسماء التي لآل محمّد عليهم السلام مثل الإمام والخليفة واُولي الأمر ـ إلى طواغيتهم ، كما أنّ أهل الشرك الجليّ نقلوا الأسماء التي هي للّه تعالى مثل الإله والربّ إلى أصنامهم وآلهتهم ، وسمّوها بتلك الأسماء. ويحتمل أن يكون مفعول الكلّ تلك الأسماءَ ؛ والمآل واحد . والآية في سورة يوسف.
وفي الكشّاف :
«وَمَا تَعْبُدُونَ» خطاب لهما ، أي لصاحبي السجن ولمن على دينهما من أهل مصر «إِلَا أَسْمَاءٌ» يعني أنّكم سمّيتم ما لا يستحقّ الإلهيّةَ آلهةً ، ثمّ طفقتم تعبدونها ، فكأنّكم لا تعبدون إلّا أسماء فارغة لا مسمّيات تحتها . ومعنى «سَمَّيْتُمُوها» سمّيتم بها ، يُقال: سمّيته بزيد وسمّيته زيدا . «مَا أنْزَلَ اللّهُ بِها» أي مسمّياتها «مِنْ سُلْطَانٍ» : من حجّة «إنِ الْحُكْمُ» في أمر العبادة والدّين «إِلَالِلّهِ» . ۱قوله : (تلك الأسماء) . [ح ۵ / ۱۲۹۳]
أي التي قلت إنّك أخبرت أنّ عندي واحدا منها . والغرض المسوق له الكلام أنّ الأسماء التي لا يردّ سؤال من يدعو اللّه بها أسماء آل محمّد عليهم السلام بحسب بطن الآية، وأسماء اللّه تعالى بحسب ظَهر الآية .

1.الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۳۲۱ . والآية في سورة يوسف (۱۲) : ۴۰ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65383
صفحه از 688
پرینت  ارسال به