139
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

قال :

فبينا نسوس الناس والأمر أمرناإذا نحن فيهم سوقة ننتصف
ولا يجيء بعد «إذ» المفاجاة إلّا الفعل الماضي ، وبعد «إذا» المفاجاة إلّا الجملة الاسميّة ، وكان الأصمعي لايستفصح إلاّ تركهما في جواب «بينا» و«بينما» لكثرة مجيء جوابهما بدونهما ، والكثرة لاتدلّ على أنّ المكثور وغير فصيح ، بل تدلّ على أنّ الأكثر فصيح ۱ ؛ ألا ترى إلى قول أمير المؤمنين عليه السلام وهو من الفصاحة بحيث هو : «بينا هو يستقيلها في حياته؛ إذ عقدها لآخر بعد وفاته» . ۲
أقول : هذا الكلام من جملة الخطبة الشقشقيّة ۳ ، والمكنّي ب «هو» أبو بكر ، والمكنّي ب «ها» في «يستقيلها» الخلافة ، و«آخَرَ» عبارة عن عمر ، وعقْدها له وصيّة أبي بكر الخلافة لعمر ؛ إنّ في ذلك لعبرة لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد . ۴ ولنرجع إلى ما نحن فيه .
قال الرضيّ :
ولمّا قصد إلى إضافة بين ـ اللازم إضافته إلى المفرد ـ إلى جملة ، والإضافة إلى الجملة كلًا إضافة على ما تقدّم ، زادوا عليه «ما» الكافّةَ ؛ لأنّها التي تكفّ المقتضي عن الإقتضاء ، أو أشبعوا الفتحة فتولّدت ألف ؛ ليكون الألف دليل عدم اقتضائه للمضاف إليه ؛ لأنّه كان وقف عليه ، والألف قد يؤتى بها للوقف كما في «أنا» و«الظنونا» . وأصل «بين» أن يكون مصدرا بمعنى الفراق ، وهو مستعمل للزمان والمكان ، وأمّا إذا كفّ ب «ما» أو الألف واُضيف إلى الجمل ، فلا يكون إلّا للزمان ؛ لما تقدّم أنّه لا يُضاف من المكان إلى الجمل إلّا «حيث» .
و«بين» في الحقيقة مضاف إلى زمان مضاف إلى الجملة ، فحذف الزمان المضاف ، والتقدير : بين أوقات زيد ، فحذف الوقت ؛ لقيام القرينة عليه ، وهي غلبة إضافة الأزمنة إلى الجمل دون الأمكنة وغيرها ، فيتبادر الفهم في كلّ مضاف إليها إلى الزمان ، فصار «بين» المضافُ إلى الزمان زمانا . ۵

1.في المصدر : «أفصح» .

2.شرح الرضي على الكافية ، ج ۳ ، ص ۱۹۵.

3.نهج البلاغة ، ص ۴۸ ، الخطبة ۳ .

4.اقتباس من الآية ۳۷ من سورة ق .

5.شرح الرضي على الكافية ، ج ۳ ، ص ۱۹۶ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
138

قوله : (كنتُ بالعَسْكر) . [ح ۱ / ۱۳۰۹]
في القاموس : «العسكر : اسم سرّ من رأى ، وإليه نسب العسكريّان : أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر ، وولده الحسن ، وماتا بها» . ۱قوله : (إنّ هناك رجلاً محبوسا)۲. [ح ۱ / ۱۳۰۹]
كذا في كثير من النسخ ، وفي بعضها : «رجل محبوس» فينبغي أن يقرأ بالتخفيف على أنّها مخفّفة ، ويكون اسمها ضمير الشأن المحذوف ، وجملة «هناك رجل» خبرها .
قوله : (مكبولاً) . [ح ۱ / ۱۳۰۹]
في القاموس : «الكبل : القيد الضخم ، ويكسر» . ۳قوله : (فبينا أنا معه إذ۴أنا في مسجد الكوفة) . [ح ۱ / ۱۳۰۹]
هكذا في الحديث الآتي في باب مولد أبي محمّد عليه السلام أيضا ، وقد تكرّر في الأخبار ذكر «بينا» و«بينما وما يتبعهما من «إذا» و «إذ» . والجملة الفعليّة والاسميّة ، وتبيين المعنى يستدعي تشريحا وتوضيحا :
المشهور بين العلماء اللغويّين والنحويّين لزوم الجملة الفعليّة بعد «إذ»، والجملة الاسميّة بعد «إذا» .
في القاموس : «إذا يكون للمفاجاة ، فيختصّ الجمل الاسميّة ، ولا يحتاج إلى الجواب ، ولا يقع في الابتداء ، ومعناها الحال كخرجت فإذا الأسد بالباب ؛ «فإذا هِىَ حَيَّةٌ تَسْعى» . ۵ الأخفش : حرف ؛ والمبرّد : ظرف مكان ؛ والزجّاج : ظرف زمان يدلّ على زمان مستقبل ، ويجيء للماضي». ۶
وفي شرح الرضيّ :
قد يقع «إذا» و«إذ» في جواب «بينا» و«بينما» وكلتاهما اذن للمفاجاة ، والأقرب مجيء «إذا» في جواب «بينا» .

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۸۹ (عسكر) .

2.في الكافي المطبوع : «رجلٌ محبوسٌ» .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۳ (كبل) .

4.في الكافي المطبوع : «إذا» .

5.طه (۲۰) : ۲۰ .

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۰۶ (إذا) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 90141
صفحه از 688
پرینت  ارسال به