17
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

الطلب إلى دين الحقّ ، والمراد بكونها من ورائهم شمولها للكلّ .
وفي النهاية أيضا في الحاء : «حاطه ، يحوطه ، حوطا وحياطة : إذا حفظه ، وصانه، وذبّ عنه . ومنه الحديث : «وتحيط دعوته من ورائهم» أي تحدق بهم من جميع جوانبهم ، يقال : حاطه وأحاط به» ۱ انتهى .
وفي موعظة اُمّ سلمة (رضي اللّه عنها) لعائشة حين أرادت الخروج إلى البصرة : «واللّه من وراء هذه الاُمّة لو أراد رسول اللّه أن يعهد إليك عهد ، بل قد نهاك رسول اللّه عن الفرطة في البلاد» إلى آخر الموعظة ، وهي طويلة نقلها الزمخشري في الفائق في السين مع الدال المهملة ۲ ، وفيها مواضع لعبرة اُولي الألباب .
وسيجيء في باب مولد النبيّ صلى الله عليه و آله في حديث تعزية الخضر عليه السلام لأهل البيت عليهم السلام : «واللّه من وراء حوائجكم ، واستودعكم اللّه ، والسلام عليكم» ۳ .
قوله : (مرجى ء) . [ح ۲ / ۱۰۵۹]
في القاموس :
أرجأ الأمر : أخّره «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ»۴ : مؤخَّرون حتّى ينزل أمر اللّه فيهم ما يريد ؛ ومنه سمّيت : المرجئة . وإذا لم تهمز فرجل مرجيّ بالتشديد ، وإذا همزت فرجل مرجئ كمُرجِع ، لا مرجٍ كمعط ، وَهِم الجوهري ، وهم المرجئة بالهمزة، والمرجية بالياء مخفّفة ، ووهم الجوهري ۵ . انتهى .
وفي المغرب في الجيم مع الهاء :
المقاتلي من دان بدين مقاتل بن سليمان ، وهو من رجل المرجئة ، وهم الذين لا يقطعون على أهل الكبائر بشيء من عفو أو عقوبة ، بل يرجئون الحكم في ذلك ، أي يؤخّرونه إلى يوم القيامة . وقد تفرّد مقاتل من هؤلاء بأنّ اللّه تعالى لا يدخل أحدا النار بارتكاب الكبائر ، وأنّه تعالى يغفر ما دون الكفر لا محالة ، وأنّ المؤمن العاصي ربّه يعذّب يوم

1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۶۱ (حوط).

2.الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۳۲ (سدد).

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۴۵ ، باب مولد النبيّ صلى الله عليه و آله ووفاته ، ح ۱۹ .

4.التوبة (۹) : ۱۰۶ .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۶ (رجا) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
16

قوله : (خُلِقوا) . [ح ۵ / ۱۰۵۷]
فيه التباين بين طينتي الأحبّاء والأعداء .
قوله : (لا واللّه ) [ح ۵ / ۱۰۵۷] إلى آخره بدل اشتمالٍ لقوله : «ما كان كذلك» .
قوله : (خلق أقواما لجهنّم) . [ح ۵ / ۱۰۵۷]
اللام لام الغاية كما في قولهم : «لدوا للموت ، وابنوا للخراب». ۱ ولو حملت على ظاهرها صحّ أيضا ؛ لأنّه تعالى في علمه أنّ من مقدوراته ما لو أوجد، وكلّف بعدما أوفاه شرائط التكليف؛ لفعل ما يستحقّ به دخول جهنّم ، ولم يكن خلقه منافيا للحكمة بل محقّقا لها ، فخلقه لذلك ، أي ليتطابق العلم والمعلوم .

باب ما أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالنصيحة للأئمّة المسلمين و ...

قوله : (ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنّ قلبُ امرئٍ مسلمٍ) . [ح ۱ / ۱۰۵۸]
في النهاية :
في الحديث : «ثلاث لا يُغلّ عليهنّ قلب مؤمن» . هو من الإغلال : الخيانة في كلّ شيء . ويروى «يَغلّ» بفتح الياء من الغلّ وهو الحقد والشحناء ، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحقّ . وروى «يَغِلُ» بالتخفيف من الوغول في الشرّ . والمعنى أنّ هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب ، فمن تمسّك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل . و«عليهنّ» في موضع الحال ، تقديره : لا يغلّ كائنا عليهنّ قلب مؤمن ۲ . انتهى .
قوله : (فإنّ دعوتَهُم محيطةٌ من ورائهم) . [ح ۱ / ۱۰۵۸]
في النهاية : «في الحديث : فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم . أي تحوطهم وتكفّهم وتحفظهم ، يريد أهل السنّة دون أهل البدعة» انتهى ۳ .
أقول : الدعوة هنا الدُّعاء ، يقال : فلان مستجاب الدعوة . معنى الحديث أنّ دعاءهم لأنفسهم وأهليهم حصن لهم ، ومانع عن هجوم خيل البلايا عليهم . وقيل : الدعوة:

1.نهج البلاغة ، ص ۴۹۳ ، الحكمة ۱۳۲ ؛ خصائص الأئمّة عليهم السلام ، ص ۱۰۳ ؛ إرشاد القلوب ، ص ۱۹۳ .

2.النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۸۱ (غلل) .

3.النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ (دعا).

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65340
صفحه از 688
پرینت  ارسال به