وفي القاموس : «الوجيف : ضرب من سير الإبل والخيل . وجف يجف وأوجفته ». 1
وفي النهاية : «الإيجاف : سرعة السير ، وقد أوجف دابّته ». 2
وفي الكشّاف في تفسير قوله تعالى : «فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ» :
الإيجاف من الوجيف ، وهو السير السريع ، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : «في الإفاضة من عرفات : «ليس البرّ بإيجاف الخيل» .
ومعنى «فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ» أي على تحصيله . خيلاً ولا ركابا ، ولا تعبتم في القتال عليه ، وإنّما مشيتم على أرجلكم ، والمعنى أنّ ما خوّل اللّه رسوله من أموال بني النضير شيء لم تحصّلوه بالقتال والغلبة ، ولكن سلّطه اللّه عليهم ، وعلى ما في أيديهم كما كان يسلّط رسله على أعدائه ، فالأمر فيه مفوّض إليه يضعه حيث يشاء ؛ يعني أنّه لا يقسّم قسمة الغنائم التي قُوتل عليها واُخذت عنوةً وقهرا . 3 انتهى .
فدلّ على أنّ كلمة «من» زائدة ، والمعنى فما أوجفتم عليه خيلاً .
وبما بيّنّا لك من نحو استعمال الإيجاف ظهر فساد ما قيل : إنّ باء «بخيل» في الحديث للتعدية إلى المفعول الثاني ، والمفعول الأوّل مقدّر وهو العسكر ؛ فتدبّر واعتبر ؛ فإنّ الأصيل قد يكبو ، والصارم قد ينبو .
قوله : (فأنزل اللّه ) . [ح 5 / 1425]
هاهنا إشكال لم يتفطّن له إلى الآنَ أحد فيمن أعلم إلّا الفاضل الجليل مولانا خليل، وهو أنّ قوله تعالى : «وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ» 4 مكّي لا لقول المفسِّرين أو القرّاء ، بل لما ذكر أبو جعفر عليه السلام في بابٍ قبل باب أنّ الإيمان مبثوث في الجوارح ؛ حيث قال : «ثمّ بعث اللّه ـ عزّ وجلّ ـ محمّدا صلى الله عليه و آله وهو بمكّة عشر سنين ، فلم يمت بمكّة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه إلّا أدخله اللّه الجنّة بإقراره وهو إيمان التصديق ، ولم يعذّب اللّه ـ جلّ وعزّ ـ أحدا ممّن مات وهو متّبع لمحمّد صلى الله عليه و آله على ذلك إلّا من أشرك بالرحمن . وتصديق ذلك أنّ اللّه ـ جلّ وعزّ ـ أنزل عليه في سورة بني