ومضى . فقال له المهديّ: حدّها ، فحدّها، فقال : هذا كبير فانظر فيه». ۱ وليس فيه حديث الحبال، ولا تفصيل الحدود.
قال صاحب الوافي: «لعلّ هذه الحدود المذكورة في الكافي ليست حدود فدك فحسب ، بل هي حدود لما لم يوجف عليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بخيل ولا ركاب ، كما يدلّ عليه ما بعده» . ۲
أقول : ذكر الجوهري وصاحب القاموس أنّ فدكا قرية بخيبر ۳ ، والقرية على مجرى العادة محدودة معروفة ليست ممّا يسأل عن حدودها ، بل كانت معروفة الحدود ، اللّهمّ إلّا أن يجهل طائفة من أراضيها العامرة التي لا يكاد يبلغ مسافتُها من كلّ جهة ربعَ فرسخ ، أو نصف فرسخ والحدود التي ذكرها الإمام حدود قطعة من الأرض تَسَع عدّة قرى ، لا قرية واحدة ؛ ألا ترى أنّ جبل اُحد ـ وهو أحد الحدود ـ بمراحل عن عريس مصر الذي هو مدينة من أعمال مصر ، كما ذكره صاحب القاموس ۴ ، وكذا عن سيف البحر ـ بالكسر ـ الذي هو ساحل بحر عمّان بخصوصه ، أو كلّ ساحل على ما ذكره صاحب القاموس ؛ فإذن ينبغي أن يحمل سؤال المهديّ أنّه عن مجموع فدك وما والاها كما ذكره عليه السلام في صدر الحديث، وذكر فدك خاصّة في خلال الكلام على سبيل المساهلة ؛ لأنّها هي المعروفة بالاسم.
ويؤيّد ذلك قول الإمام في آخر الحديث : «نعم يا أمير المؤمنين إنّ هذا كلّه ممّا لم يوجف أهله على رسول اللّه بخيل ولا ركاب ». وقول المهديّ : «كبير وانظر فيه».
وفي مجمع البيان : «إنّ فدك عن المدينة بثلاثة أميال» . ۵
ولايخفى أنّ قوله عليه السلام : «ممّا لم يوجف أهله على رسول اللّه بخيل ولا ركاب» إمّا من باب القلب ، أو من تصرّفات النسّاخ ، والأصل : لم يوجف رسول اللّه على أهله. ويُحتمل على بُعد أن يكون «يوجف» بالبناء للمفعول ، و«على رسول اللّه » متعلّق بمقدّر
1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۴۹ ، ح ۴۱۴ . وفيه : «هذا كثير» بدل «هذا كبير» .
2.الوافي ، ج ۱۰ ، ص ۳۰۷ .
3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۱۵ (فدك) .
4.راجع : قاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ (عرش) .
5.مجمع البيان ، ج ۹ ، ص ۴۳۰ .