239
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

وقوله عليه السلام : وقولهم: «وَمَا أضَّلَنَا» ، إعادة لما نقل سابقا من قولهم: «وَمَا أَضَلَّنَا إِلَا الْمُجْرِمُونَ»۱ .
وفسّر المجرمين بالمشركين ليذكر مأخذ ذلك التفسير ، فلذلك قال : «ذلك قول اللّه جلَّ وعزَّ فيهم» إلى قوله عليه السلام : «والآيات وأشباههنّ ممّا نزل به بمكّة ، ولا يدخل اللّه عزّوجلّ النار إلّا مشركا» .
وقوله عليه السلام : (فلمّا أذِنَ اللّه ) [ح ۱ / ۱۵۱۸] إلى آخره .
المقصود أنّ إدخال النار في الآيات المكّيّة إنّما هو بإزاء الإشرا، وجزاء قاتل المؤمن بجهنّم وإعداد السعير له ، والوعيد بالنار لأكل مال اليتيم وأمثال ذلك في الآيات المدنيّة ، وآية «وَمَا أَضَلَّنَا إِلَا الْمُجْرِمُونَ» نزلت قبل الإذن في الخروج من مكّة ، فإذن يكون المجرمون المشركون .
وقوله عليه السلام : (حين جَمَعَهم) [ح ۱ / ۱۵۱۸] بيانٌ أنّ مجادلاتِهم كانت في النار ، لا في غيرها . ولعمري أنّ ذلك من أدقّ الاستنباطات ؛ فتدبّر .
قوله :«وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِاُخْرَاهُمْ»۲. [ح ۱ / ۱۵۱۸]
هكذا في النسخ ، ومقتضى السياق حيث إنّ القائلين التائبون : «قَالَتْ أُخْرَلـهُمْ لأُِولَـلـهُمْ» كما في القرآن في سورة الأعراف . ۳
نعم ، ورد في تلك السورة: «وَقَالَتْ أُولَـلـهُمْ لأُِخْرَلـهُمْ»۴ ولكن حكايةً عن قول المتبوعين ، فارجع وتبصّر .
وقوله عليه السلام : «ذلك قول اللّه » المراد أنّ القائلين : «هؤلاء أضلّونا» هم الذين قالوا : «وَمَا أَضَلَّنَا إِلَا الْمُجْرِمُونَ» وإن كان أحدهما حكي في سورة طسم ، أي الشعراء ، والآخر في سورة الأعراف .
قوله : (فَيُفْلِتُوا من عظيمِ ما نَزَلَ بهم) . [ح ۱ / ۱۵۱۸]
في النهاية : «التفلّت والإفلات : التخلّص من الشيء فجأةً» . ۵

1.الشعراء (۲۶) : ۹۹ .

2.الأعراف (۷) : ۳۹ .

3.الأعراف (۷) : ۳۸ .

4.النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۶۷ (فلت) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
238

وفي البيضاوي :
ياليتها ، ياليت الموتة التي مُتّها كانت القاضية القاطعة لأمري فلم أبعث بعدها ، أو ياليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضت عليَّ ، أو ياليت حياة الدنيا كانت الموتة ولم اُخلق حيّا . ۱ انتهى .
قوله :«أَصْحابُ اْلأَيْكَةِ»۲. [ح ۱ / ۱۵۱۸]
في القاموس : «الأيك : الشجر الملتفّ الكثير ، أو الغيضة تنبت السدر والأراك ، أو الجماعة من كلّ الشجر حتّى من النخل ، الواحدة أيكة . ومن قرأ الأيكة فهي الغيضة ، ومن قرأ ليكة فهي اسم القرية» . ۳قوله : (وقولهم :«وَمَا أَضَلَّنَا»۴) إلى قوله : (وتصديق ذلك قول اللّه ) . [ح ۱ / ۱۵۱۸]
في الوافي :
لعلّ المراد أنّ القائلين بهذا القول ـ أعني قولهم : وما أضلّنا إلّا المجرمون ـ هم مشركوا قوم نبيّنا صلى الله عليه و آله الذين اتّبعوا آباءهم [المكذّبين للأنبياء] بدليل أنّ اللّه سبحانه ذكر [عقيب ذلك] في مقام تفصيل المكذّبين للأنبياء طائفةً بعد طائفة، وليس المراد بهم أحدا من اليهود والنصارى الذين صدّقوا نبيّهم ، وإنّما أشركوا من جهة اُخرى ، وإن كان الفريقان يدخلان النار أيضا ، فقوله : «سيدخل اللّه » استدراك لدفع توهّم عدم دخولهما النار وعدم دخول غيرهما ممّن أساء العمل . ۵ انتهى .
أقول : جهة التصديق أنّ اليهود والنصارى ليسوا من الذين يدعون على غيرهم من أهل النار أنّ هؤلاء أضلّونا حيث دعونا إلى الشرك فاتّبعناهم ، فإذن القائلون هم مشركوا قوم نبيّنا صلى الله عليه و آله يدّعون الإضلال على قوم نوح وسائر المشركين الذين ذكرهم اللّه تعالى في سورة طسم ذيل قوله : «كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ» . ۶قوله : (إذ دَعَونا) . [ح ۱ / ۱۵۱۸]
فعل وفاعل ومفعول ؛ فلا تغفل .

1.أنوار التنزيل ، ج ۵ ، ص ۳۸۲ .

2.الحجر (۱۵) : ۷۸ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۹۳ (أيك) .

4.الشعراء (۲۶) : ۹۹ .

5.الوافي ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ .

6.الشعراء (۲۶) : ۱۰۵ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 90061
صفحه از 688
پرینت  ارسال به