243
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

بفتحتين ـ : الخطر وهو ما يتراهن عليه المتسابقان . وسبقته : أخذت منه السبق . وسبقته : أعطيته إيّاه . قال الأزهري : هذا من الأضداد» ۱ انتهى .
والمراد في هذا الحديث تعيين السبق كما لا يخفى، وهو من باب الاشتقاق الجعلي ، كاللابن والتامر .
قوله : (في السَّبق إليه ) [ح ۱ / ۱۵۲۹] أي إلى السبق ـ بالتحريك ـ المدلول عليه بقوله : «سبّق» .
قوله عليه السلام : (فجعل كلّاً۲منهم على درجة سبقه). [ح ۱ / ۱۵۲۹]
الأظهر أنّ «جعل» هنا من الجعالة بمعنى الأجر ؛ إذ معنى «على درجة سبقه» على حسب درجة سبقه ، على وتيرة قوله عليه السلام : «ثمّ فضّلهم على درجاتهم» وليس مفعولاً ثانيا ؛ إذ المقام يأباه ، ويعضد ما قلناه .
قوله عليه السلام بعد ذلك (لا ينقصه) إلى آخره . [ح ۱ / ۱۵۲۹]
فانظر كيف أثبت له حقّا . وفي الاقتصار على ذكر النقص إشعار بأنّ الأجر المعيّن لا يتغيّر إلى النقصان ، وأمّا إلى الزيادة فكثيرا يتحقّق من جهة التفضّل ، وهذا بناءً على أنّ «نقص» جاء لازما ومتعدّيا ، نصّ عليه صاحب القاموس . ۳
وفي أدعية الصحيفة الكاملة : «وجعل لكلّ روحٍ منهم قوتا معلوما مقسوما من رزقه، لا ينقص من زاده ناقص ، ولا يزيد من نقص منهم زائد» . ۴قوله عليه السلام : (ولا يتقدّم مسبوقٌ سابقا ، ولا مفضولٌ فاضلاً). [ح ۱ / ۱۵۲۹]
نهي في صورة الخبر ، أو نفي للتقدّم الواقعي ، على أن يكون المراد بالتقدّم التقدّم في الرياسات الشرعيّة ، كإمامة الجماعة ، أو الزعامة الكبرى التي الظاهر أنّها الغرض الأصلي المسوق له الكلام .
ويمكن أن يكون المراد الإخبار بأنّ مضمار المسابقة إنّما هو اليوم ، وأمّا الغد فلا

1.مصباح المنير ، ج ۱ ، ص ۲۶۵ (سبق) .

2.في الكافي المطبوع : «كلّ امري?.

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ (نقص) .

4.الصحيفة السجّاديّة ، ص ۲۸ ، الدعاء (۱) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
242

الباب أنّه سقط هاهنا قريب من سطرين من «ينطق به» إلى «ينطق به» . ۱

باب السبق إلى الإيمان

قوله : (سَبَّقَ بين المؤمنين) . [ح ۱ / ۱۵۲۹]
قال المحقّق صاحب الوافي ـ قدّس اللّه روحه ـ :
الغرض من هذا الحديث أن يبيّن أنّ تفاضل درجات الإيمان بقدر السبق والمبادرة إلى إجابة الدعوة إلى الإيمان ؛ وهذا يحتمل معاني :
أحدها : أن يكون المراد بالسبق [السبق] في الذرّ وعند الميثاق ، كما يدلّ عليه بعض الأخبار ، فالمراد بالأوائل من سبق إلى الإقرار يوم الميثاق .
الثاني : أن يكون المراد بالسبق السبقَ في الشرف والرتبة والعقل ، وهذا يؤول إلى المعنى الأوّل .
الثالث : أن يكون المراد السبق [السبق] الزماني في الدنيا عند دعوة النبيّ صلى الله عليه و آله إيّاهم إلى الإيمان .
وعلى هذا يكون المراد بأوائل هذه الاُمّة أوائلها في الإجابة للنبيّ صلى الله عليه و آله وقبول الإسلام والتسليم بالقلب ، ويُعرف الحكم في سائر الأزمنة بالمقايسة ، وسبب فضل السابق أنّ السابق في الإجابة إلى الحقّ دليل على زيادة البصيرة .
الرابع : أن يُراد بالسبق السبق الزماني عند بلوغ الدعوة ، فيعمّ الأزمنة المتأخّرة عن زمن النبيّ صلى الله عليه و آله ، وهذا المعنى يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون المراد بالأوائل والأواخر ما ذكرناه أخيرا ، وكذا السبب في الفضل .
والآخر : أن يكون المراد بالأوائل من كان زمن النبيّ صلى الله عليه و آله ، وبالأواخر من كان بعد ذلك ، ويكون سبب فضل الأوائل صعوبة قبول الإسلام وترك ما نشأوا عليه في تلك الأزمنة ، وسهولته فيما بعد استقرار أمر الإسلام وانتشاره في البلدان ، مع أنّ الأوائل سبب لامتداد الأواخر . ۲ انتهى .
وأنا أقول : قوله عليه السلام : «سبّق بين المؤمنين» بتشديد الباء . في مصباح اللغة : «السبق ـ

1.مرآة العقول ، ج ۷ ، ص ۲۴۷ .

2.الوافي ، ج ۴ ، ص ۱۲۵ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65277
صفحه از 688
پرینت  ارسال به