قوله : (ثمّ جرى ذكر قوم) . [ح ۲ / ۱۵۳۱]
المراد بالقوم الضعفاء في الإيمان ، الناقصون في المعرفة والعمل ، لا أهل السنّة .
وسيجيء في آخر الباب الآتي عن أبي عبداللّه عليه السلام أنّه قال : «ما أنتم والبراءة يبرأ بعضكم من بعض ؛ إنّ المؤمنين بعضهم أفضل من بعض ، وبعضهم أكثر صلاةً من بعض ، وبعضهم أنفذ بصرا من بعض ؛ وهي الدرجات» . ۱قوله : (أن يُحْمَلَ صاحبُ السهمِ على ما عليه صاحبُ السهمين) . [ح ۲ / ۱۵۳۱]
في القاموس : «حمله على الأمر يحمله فانحمل : أغراه) . ۲
وفي شرح الفاضل الصالح :
ينبغي لأرباب الكمال وأهل الصحّة والسلامة أن يرحموا أهل النقص وأصحاب الذنوب بإنقاذهم وإعانتهم على الخروج منها بالرفق واللطف تدريجا ؛ لأنّ ذلك دأب الأنبياء والأوصياء والعلماء العالمين بكيفيّة التعليم والتفهيم . ۳
[باب آخر منه]
] وفي قوله عليه السلام : (فارفَعْه إليك ) [ح ۲ / ۱۵۳۳] دلالة واضحة على أنّ القيام على الدرجة الاُولى ليس من باب الحتم والحصر ، بل هو قابل للترقّي إلى الأعلى فالأعلى ، حتّى يبلغ غاية ما يمكن له من الكمال .
لا يقال: الخبر السابق دلَّ على أنّ صاحب عشرة أجزاء لا يقدر أن يكون مثل صاحب العشرين ، فكيف أمر صاحب العشرين بأن يرفعه إلى درجته برفق ؟
لأنّا نقول : لعلّ المقصود أنّه صاحب عشرة بالفعل ، وله استعداد اكتساب عشرة اُخرى ؛ على أنّه لو فرض اختصاصه بالعشرة وعدم استعداده للزائد في نفس الأمر ، فلا ريب أنّ صاحب العشرين لا يعلم ذلك ، بل ربّما يظنّ أنّه قابل للترقّي ، فهو مأمور بهذا الاعتبار رجاءَ تحقّق مظنونه .