الذي تأخذون عمّن تأخذون». ۱
وهذا في السماعيّات باعتبار كذب المعلّم تعمّدا أو غير تعمّد ، وفي العقليّات باعتبار تأثير أخلاق المعلّم في المتعلِّم ، مثل حبّ الغلبة ، وحبّ التشكيك والمغالطة ، وطلب المقدّمات بعد اعتقاد النتيجة بمحض الهوى ، كما هو شأن كثير من المتكلِّمين والمتفلسفين ، ولعمري إنّ هذا من أستر الحُجب لرؤية الحقّ .
وسمعت من بعض المتعلِّمين يقول في مقام وصف معلّمه بكمال الذكاء والحذاقة: إنّه بحيث لو ادّعى أحد عنده دعوى في كمال الحقّيّة والظهور ، لألقى إليه مقدّماتٍ مغالطيّةً ومشاغبيّة يعجز عن جوابها ، وما ألزمه أحد في المباحثات العلميّة قطّ ، بل لا يتمّ عليه برهان ولو كان على مدّعي سهل المقدّمات ، ولا يتفصّى أحد عن تشكيكاته .
وهذه خصلة رذيلة إذا صارت مَلَكة أظلمّ القلب ، وكاد أن لا يطمئنّ بشيء أبدا ؛ ولهذا ورد عن الأئمّة عليهم السلام : «لا ترتابوا فتشكّوا» . ۲ وفيحديث آخر : «تواضع للحقّ تكن أعقل الناس» . ۳قوله : (أقلّ من اليقين) . [ح ۶ / ۱۵۵۰]
مقتضى الاُسلوب أنّ معنى الكلام نفي الزيادة في القلّة وبقاء احتمال المساواة ؛ إذ النفي في الكلام المقيّد متوجّه إلى القيد ، إلّا أنّ المتعارف في الاستعمال إرادة نفي المساواة أيضا ، تقول : ليس في البلد أعلم من زيد ، مريدا أنّه أعلم جميع أهل البلد .
ثمّ إنّ قلّة الشيء قد يكون باعتبار الرتبة ، يُقال : فلان أقلّ من الكلب ، وقد يكون
1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۹ ، باب النوادر ، ح ۸ ؛ المحاسن ، ص ۲۲۰ ، ح ۱۲۷ ؛ رجال الكشّي ، ص ۴ ، ح ۶ ؛ الاختصاص ، ص ۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۶۵ ، ح ۳۳۲۱۲، مع اختلاف يسير في الألفاظ.
2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۵ ، باب استعمال العلم ، ح ۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۳۹۹ ، باب الشكّ ، ح ۲ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۲۰۶ ، المجلس ۲۳ ، ح ۳۸ .
3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۵ ، كتاب العقل والجهل ، ح ۱۲ . وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۰۶ ، ح ۲۰۲۹۱ ؛ تحف العقول ، ص ۳۸۳ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۱۳۵ ، ح ۲۸ ؛ و ج ۷۵ ، ص ۲۹۹ ، ح ۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۲۲۶ .