275
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

«جنّتان» : جنّة للخائف الإنسيّ ، وجنّة للخائف الجنّي ، فإنّ الخطاب للفريقين ؛ والمعنى لكلّ خائفٍ منكما ، أو لكلّ واحدٍ جنّة لعقيدته ، واُخرى لعمله . أو جنّة لفعل الطاعات ، واُخرى لترك المعاصي . أو جنّة يُثاب بها ، واُخرى يتفضّل بها عليه . أو روحانيّة وجسمانيّة . ۱ انتهى .
وفي القاموس : «القوم ـ وبالضمّ ـ : الإقامة كالمَقام والمُقام ، ويكونان للموضع». ۲
وفيه أيضا : «أقام بالمكان إقامة : دام . والشيءَ : أدامه . وفلانا : ضدّ أجلسه . ودَرأه: أزال عوجه ، كقوّمه» . ۳
أقول : الظاهر أنّ المقام في الآية الشريفة مصدرٌ مضافٌ إلى الفاعل بمعنى القيام بالمكان حتّى يكون مجازا عن كون العبد مرئيّا دائما غير غائب عنه طرفة عين ؛ لأنّ البصير إذا دام في مكانه ، ولم يتحرّك منه إلى مكان آخر حتّى يلزم أن يغيب عنه ما يبصره في ذلك المكان ، كان مبصرا له دائما ، فمن أيقن أنّ اللّه تعالى في المنظر الأعلى ، قائم لا يزول ولا يتحرّك ، أيقن أنّه يراه ويسمع ما يقوله ، ويعلم ما يعمله في كلّ آن ، فإذا أحجزه ذلك عن ارتكاب القبيح فقد خاف مقام ربّه .
ويُحتمل أن يكون المراد بمقام الربّ قيامَ العبد ودوامه بين يدي الربّ على أن يكون الإضافة لهذه الملابسة ، وكلام المعصوم عليه السلام يجامع كلا الاحتمالين .
وسيجيء هذا الحديث في باب اجتناب المحارم ، وفيه : «فحجزه» بصيغة الماضي ، ۴
وهو أصوب .

باب الاعتراف بالتقصير

قوله : (ما أُتيتُ إلّا منك) . [ح ۳ / ۱۶۱۸]
في القاموس : «أتى فلان ـ كعني ـ : أشرف عليه العدوّ» . ۵

1.أنوار التنزيل ، ج ۵ ، ص ۲۷۹ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۶۸ (قوم) .

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۰ ، ح ۱ ، وفيه : «فيحجزه» .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۹۷ (أتى) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
274

اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» 1 » الحديث .
قوله : (أفْرَقُ من هذا) . [ح 8 / 1606]
في القاموس : «فرق ـ كفرح ـ : فزع» . 2 قوله : (إذ ضامه) . 3 [ح 8 / 1606]
في بعض النسخ : «إذ صادفه» .
قوله : (من مُسْتَعْتَبٍ) . [ح 9 / 1607]
في النهاية :
استعتب : طلب أن يرضى عنه . ومنه الحديث : «ولا بعد الموت من مستعتب» أي ليس بعد الموت من استرضاء ؛ لأنّ الأعمال بطلت وانقضى زمانها ، وما بعد الموت دار جزاء لا دار عمل . 4 انتهى .
وفي القاموس : «العُتبى ـ بالضمّ ـ : الرضى . واستعتبه : أعطاه العُتبى كأعتبه ، وطلب إليه العتبى ؛ ضدّ» . 5
أقول : ذكر هذه اللفظة تذكيرٌ بقوله تعالى : «وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ» 6 . وسيجيء في باب ذمّ الدُّنيا والزهد فيها حديث ذكَرَ فيه دار المستعتب . 7 وبعض الشرّاح تحيّر في كشف معناه ، وقد أبعد ، ونحن نبيّن المرام إن شاء اللّه .
قوله : «مَقَامَ رَبِّه» . 8 [ح 10 / 1608]
في البيضاوي :
مقام ربّه : موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب ، أو قيامه على أحواله ؛ من قام عليه : إذا راقبه . أو مَقَام الخائف عند ربّه للحساب بأحد المعنيين ، فأضاف إلى الربّ تفخيما وتهويلاً . أو ربّه و«مقام» مقحم للمبالغة .

1.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶ ، ح ۲ .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۷۴ (فرق) .

3.في الكافي المطبوع : «إذ صادفه» .

4.النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۷۵ (عتب) .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ (عتب) .

6.فصّلت (۴۱) : ۲۴ .

7.الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۳۲ ، ح ۱۶ .

8.الرحمن (۵۵) : ۴۶ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65202
صفحه از 688
پرینت  ارسال به