قوله : (في أعمالهم) . [ح ۴ / ۱۶۱۹]
إذا اُريد بالأعمال الجميع صحّ الاستثناء ، ولا يلزم الخروج من التقصير .
باب الطاعة والتقوى
قوله : (وأنّ الرّوحَ الأمينَ نَفَثَ في رَوْعي) . [ح ۲ / ۱۶۲۱]
هذا الحديث مرويّ من طرق العامّة أيضا ؛ ففي الفائق : [قال] النبيّ صلى الله عليه و آله : «إنّ روح الأمين نفث في روعي أنّ نفسا لن تموت حتّى تستكمل رزقها ، فاتّقوا اللّه ، وأجملوا في الطلب» . النفث ـ بالضمّ ـ : شبيه بالنفخ» . ۱
أقول : سيجيء هذا الحديث في كتاب المعيشة في باب الإجمال في الطلب ، وفيه بعد «فأجملوا في الطلب»: «ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيءٍ من معصية اللّه تعالى ؛ فإنّ اللّه تبارك وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالاً ، ولم يقسّمها حراما ، فمن اتّقى اللّه وصبر ، آتاه اللّه رزقه من حلّه ، ومَن هتك حجاب الستر وعجّل ، فأخذ من غير حلّه ، قصّ به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه يوم القيامة» ۲ .
وفي شرح الأربعين للسيّد الجليل بهاء الملّة والدِّين هكذا : «ومن هتك حجاب ستر اللّه عزّوجلّ وأخذه من غير حلّه» إلى آخره . ۳
واختلف في معنى الرزق ، والذي يستفاد من هذا الحديث أنّ رزق اللّه ما شأنه أن يصير سببا لبقاء حياة الحيوان ، أعمّ من الطعام والشراب والهواء الذي يتنفّس به ، ولا شكّ أنّ الجميع مخلوق للّه تعالى ، ووصف الحلّ والحرمة أمرٌ عارض ؛ إمّا لازم لزوما شرعيّا أو مفارق ، فالحيوان الجلّال والإنسان الآكل طولَ عمره للحم الخنزير ، والآكل للشاة الميّتة اضطرارا شرعيّا ، والآكل للشاة المذكّاة كلّهم حيّوا برزق اللّه : الأوّل برزق لم يعرض له بالنسبة إليه وصف الحرمة شرعا ؛ والثاني برزق عرض له الوصف بالنسبة