289
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

اعلم أنّ النيّة قسمان : قسم بلغ حدّ الإجماع ، فهو يستتبع الحركة إن لم يعرض مانع، مثل عروض فساد في الآلات عقيب تلك النيّة ، أو حلول الأجل ، أو قسر قاسر ؛ وقسم لا يبلغ ذلك الحدّ ، وبقيت بعدُ حالةٌ منتظرة ، وعسى أن يعرض في البين ما يوجب فسخ تلك النيّة .
والأوّل في حكم الفعل ؛ لأنّ الذي من جهة الناوي قد تمّ ، وعدم الفعل لمانع خارجي ، فيصحّ مجازاته على النيّة ، وما ذكر في الحديث هو هذا القسم ؛ على أنّ اللّه تعالى كان عالما منهم ذلك .
وما ورد أنّه لا يؤاخذ على النيّة ما لم يفعل ، فهو القسم الثاني .

باب الاقتصاد في العبادة

قوله : (إنّ هذا الدِّين متينٌ) .[ح ۱ / ۱۶۸۲]
يجيء شرحه عن قريب .
قوله : (ولا تُكرِّهوا عبادة اللّه إلى عباد اللّه ) .[ح ۱ / ۱۶۸۲]
من باب التفعيل ، قال اللّه تعالى : «وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ»۱ .
قوله : (ولم يتعاظَمْه) .[ح ۳ / ۱۶۸۴]
في القاموس : «تعاظمه : عظم عليه ، وهذا أمرٌ لا يتعاظمه شيء : لا يعظم بالإضافة إليه» . ۲قوله : (وأنا أنصابّ۳عَرَقا) .[ح ۴ / ۱۶۸۵]
أي وأنا كنت من كثرة السعي بحال ينصبّ عنّي العرق انصبابا متتاليا ، وعلى هذا ف «عرقا» منصوب على أنّه تمييز عن نسبة في جملة «انصابّ» .
وهذا المعنى الذي ذكرته ليس في كتب اللغة المشهورة ، وإنّما الذي في الصحاح والقاموس : «تصاببت الماء : شربت صبابته ، أي بقيّته» ۴ .

1.الحجرات (۴۹) : ۷ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۵۲ (عظم) .

3.في الكافي المطبوع : «أتصابّ» .

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۶۱ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۹۱ (صبب) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
288

يُنسب الثياب القبطيّة على غير قياس . وقد يُكسر ؛ والجمع : قباطي» .

باب استواء العمل [والمداومة عليه]

قوله : (عن نجيبة۱) . [ح ۳ / ۱۶۶۴]
في الوافي : «نجبة ، بالنون والجيم المفتوحتين والباء الموحّدة» . ۲

باب العبادة

قوله : (تنعّموا بعبادتي في الدنيا ، فإنّكم تتنعّمون بها في الآخرة) .[ح ۲ / ۱۶۶۹]
الأظهر أنّ الباء في الموضعين صلة ، ويحتمل السببيّة .
قوله : (حُسْنُ النيّة بالطاعة [من الوجوه التي...] ) .[ح ۴ / ۱۶۷۱]
رفع على الخبر ، أي العبادة حسن النيّة بالطاعة . وسيجيء في الباب الآتي هذه الفقرة في جواب السؤال عن العبادة التي إذا فعلها فاعلها كان مؤدّيا .
فقوله : «من الوجوه» حال عن الطاعة ، أي حالَ كونها من الوجوه التي يُطاع اللّه بها، وهي معرفة الأئمّة عليهم السلام ، وتعلُّم معالم الدِّين منهم ، والتسليم لهم . وهذا مأخوذ من قوله تعالى : «وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»۳ ، وقد سبق في كتاب الحجّة أنّ من أتى البيوت من غير بابها عُدَّ سارقا .
و«من» في «من المنسوخ» ابتدائيّة وليست كما يُراد بها في غير هذا الموضع وهو التمييز بينهما ، والمراد هنا أن تعرف الناسخ ـ أي الإمام الحيّ ـ من نصّ المنسوخ ـ أي الإمام الذي مضى ـ وإشارته كما هو مذهب الشيعة .

[باب النيّة]

قوله : (لأنّ نيّاتهم) إلى آخره .[ح ۵ / ۱۶۷۹]

1.في الكافي المطبوع : «نَجَبَة» كما في الوافي .

2.الوافي ، ج ۴ ، ص ۳۵۷ ، ذيل ح ۲۲۱۱۸ .

3.البقرة (۲) : ۱۸۹ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65221
صفحه از 688
پرینت  ارسال به