311
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

وفي مناجاة الإمام زين العابدين عليه السلام : «إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبّتك فرام منك بدلاً ؟ ومن ذا الذي آنس بقربك فابتغى عنك حولاً ؟ فاجعلني من الذين هم بالبدار إليك يسارعون ، وبابك على الدوام يطرقون ، وإيّاك في الليل والنهار يعبدون» . ۱
وفي بعض المناجاة : «ماذا وجد من فقدك ؟ وماذا فقد من وجدك» . ۲
وقد نظمت هذا المعنى في المثنوي المسمّى ب «شير و شكر» محتذيا بمثنوي الشيخ الأجلّ بهاء الدِّين محمّد العاملي ـ قدّس اللّه سرّه ـ حيث قلت (شعر) :

أقرر بلقائك أعيُنناأنطق بثنائك ألسُننا
ما دون لقائك ربّ منّيأنّي لمحبّك عنه غنى
ليس استقرار محبّيكافي مطلوبٍ إلّا فيكا
إذ هم بسؤالك قد أنِسوامن غير نوالك قد أيسوا
إن هم وجدوك فما فقدواولئن فقدوك فما وجدوا
وقعوا في النار على عجلإن صاروا منك إلى بدل
ولبعض أهل المحبّة (بيت) :

سر ما چه باشد كه فدا نباشددل ما كه باشد كه تو را نباشد
مگريز اى جان ز بلاى جانانكه تو خام مانى چو بلا نباشد
به درون جنّت به ميان نعمتچه شكنجه باشد چو لقا نباشد
چه كنى جهان را ، مه آسمان رابه خدا كه چيزى چو خدا نباشد
قوله : (قَلَبْتُ عبادي ظهرا لبطن) .] ح ۷ / ۱۸۶۹ ]
في القاموس :
قلبه قلبا ـ من باب ضربه ـ : حوّله عن وجهه ؛ وقلبت الرداء : حوّلته وجعلت أعلاه

1.بحار الأنوار ، ج ۹۱ ، ص ۱۴۸ .

2.الإقبال ، ص ۳۴۹ ، فصل فيما تذكره من أدعية يوم عرفة . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۹۵ ، ص ۲۲۶ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
310

قوله : (بعُسِّ مَخيضٍ ).] ح 3 / 1865 ]
في القاموس : «العساس ـ ككتاب ـ : الأقداح العظام ، الواحد : عسّ بالضمّ». 1
وفيه أيضا : «مخض اللبن يمخضه ـ مثلّثة الآتي ـ : أخذ زبده» . 2 قوله : (قال : فنظر) .] ح 5 / 1867 ] أي قال أبو جعفر عليه السلام : فنظر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فأومى ، أي جبرئيل عليه السلام ، وقوله : (فقال : عبدا متواضعا رسولاً) أي قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذلك . وقوله : (فقال الرسول ) أي الملك الذي أرسله اللّه تعالى إلى النبيّ صلى الله عليه و آله . وقوله : (مع أنّه ) أي مع أنّ كونك مَلِكا رسولاً بكسر اللام .
و«نقص» و«زاد» كلاهما يستعملان لازما ومتعدّيا إلى مفعولين .
في القاموس : «زاده اللّه خيرا ، وزيد فزاد وازداد». 3 وفيه أيضا : «نقص لازم ومتعدّ» . 4
وفي الصحيفة الكاملة في دعاء الحمد : «لا ينقص من زاده ناقصٌ ، ولا يزيد من نَقَصَ منهم زائدٌ». 5
فالمعنى أنّ اللّه خيّرك بينهما ، مع أنّك إن اخترت الرسالة مع الملك لا ينقصك هذا الاختيار شيئا ممّا عند اللّه لك . ولعلّ ذكر الربّ مكان الجلالة لإظهار أنّه تعالى يربّيك على كلّ حال : اخترت الملك والسلطنة ، أو الفقر والمسكنة .
وهذا غاية التمكين في الاختيار ؛ لئلّا يقول الملائكة إنّه صلى الله عليه و آله إنّما لم يختر الملك وآثر العبودية والتذلّل للّه تعالى خوفا من نقص ما له عنده تعالى من الأجر والثواب ، ويظهر لهم أنّ اصطفاء اللّه تعالى إيّاه من بين المخلوقين على الملائكة والمرسلين من جهة أنّ ذاته المقدّسة بما هي هي مطبوعة على التواضع للّه والخضوع بين يديه ، وليس شيء أحبَّ وآثَرَ وألذّ عنده منهما ، وهذا من لوازم المحبّة والعشق .

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۲۹ (خلق) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۳۱ (عسس) .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۴۳ (مخض) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ (نقص) .

5.الصحيفة السجّاديّة ، ص ۳۸ ، الدعاء ۱ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65425
صفحه از 688
پرینت  ارسال به