329
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

فبان بهذا البيان أنّ الرجوع في كلام البيضاوي وهو الرجوع رجوع اللّه ، فمعنى استعتابهم سؤالهم من اللّه أن يرجع عن الإساءة التي كانوا يستحقّونها إلى الفضل والإحسان الذي يحبّونه ويسرّون به ، ومعنى اعتابه تعالى إيّاهم إجابة هذا السؤال والرجوع إلى إعطاء ما يحبّون ويرضون .
في الصحاح : «تقول : استعتبته فأعتبني ؛ أي استرضيته فأرضاني». ۱
فليس استعتاب العباد طلب رضى اللّه ، بل طلب فعل منه تعالى يوجب أن يرضوا ، فقوله تعالى : «فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ» أي ليسوا مجابين بأن يفعل بهم ما يوجب مسرّتهم ورضاهم .
وظهر من القراءة الثانية صحّة إسناد الاستعتاب إلى اللّه ، ويكون معناه حينئذٍ أن يطلب منهم ما يرضونه به من التوبة والأعمال الحسنة ، واللّه تعالى أخبر على القراءة الثانية أنّه على فرض أن يستعتبهم ، أي يطلب منهم فعل ما يرضونه به من التوبة والأعمال الصالحة لا يستطيعون ذلك ؛ لفوات وقت التوبة والعمل ؛ لأنّ الآخرة دار الجزاء ، لا وقت العمل .
وأخبر أيضا في سورة الروم أنّه لا يستعتبهم حيث قال : «فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ»۲ أي لا يقعون مواقع استعتاب اللّه إيّاهم ؛ أي طلبه تعالى منهم فعلاً يرضونه به .
وبالجملة، لا يطلب منهم هنالك إرضاءه كما طلب في دار الدنيا .
قال البيضاوي :
«وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ» : لا يُدعون إلى ما يقتضي إعتابهم ، أي إزالة عتبهم من التوبة والطاعة ، كما دعوا إليه في الدنيا ؛ من قولهم : استعتبني فلان فأعتبته ، أي استرضاني فأرضيته . ۳
وإذا أحطت بما ذكرناه أيقنت أنّ الخبر الذي نحن بصدد شرحه ناظر إلى آيات

1.المصدر.

2.الروم (۳۰) : ۵۷ .

3.أنوار التنزيل ، ج ۴ ، ص ۳۴۳ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
328

وقال قبيل ذلك (بيت) :

مرمغى را گفت مردى كاى فلانهين مسلمان شو بباش از مؤمنان
گفت اگر خواهد خدا مؤمن شومور فزايد فضل هم موقن شوم
گفت مى خواهد خدا ايمان توتا رهد از دست دوزخ جان تو
ليك نفس نحس و آن شيطان زشتمى كشندت سوى كفران وكنشت
گفت اى منصف چو ايشان غالبنديار آن باشم كه باشد زورمند
يار آن تا نم بُدن كو غالب استآن طرف افتم كه غالب جاذب است
چون خدا مى خواست از من صدق زفتخواستش چه سود چون پيشش نرفت
نفس وشيطان خواهش خود پيش بردو آن عنايت قهر گشت و خُرد و مرد
چون كه خواه نفس آمد مستعانتسخر آمد أَيْش شاء اللّه كان
من اگر ننگ مغان يا كافرمآن نيم كه بر خدا اين ظن برم
كه كسى ناخواه او در رغم اوگردد اندر ملكت او حكم جو
حاش للّه أَيْش شاء اللّه كانحاكم آمد در مكان ولا مكان
هيچ كس در ملك او بى امر اودر نيفزايد سر يك تاى مو
مُلك مِلك اوست فرمان ، آن اوكمترين سگ بر درش شيطان او
تُركمان را گر سگى باشد به دربردرش بنهاده باشد رو و سر
كودكان خانه دمش مى كشندباشد اندر دست طفلان خوارمند
باز اگر بيگانه اى معبر كندحمله بر وى همچو شير نر كند
اى سگ ديو امتحان مى كن كه تاچون درين ره مى نهند اين خلق پا
حمله مى كن منع مى كن مى نگرتا كه باشد ماده اندر صدق و نر
پس اعوذ از بهر چه باشد چو سگگشته باشد از ترفّع تيزتگ
اين اعوذ آنست كاى ترك خطابانگ بر زن برسگت ره برگشا
تا بيايم بر در خرگاه توحاجتى خواهم ز جود و جاه تو
چون كه ترك از سطوت سگ عاجز استاين اعوذ و اين فغان نا جايز است
حاش للّه تُرك بانگى برزندسگ چه باشد شير نر خود رم كند۱
أقول : هذا الاعتذار وإن كان في الظاهر من قِبَل هذا الكافر إلّا أنّ العارف الفطن لا يخفى عليه المقصود (شعر) :

مى گو نه بدانسان كه ملالش گيردمى گو سخنى و در ميانش مى گو۲
إياك أعني واسمعي يا جاره.
قوله : (إلّا ما له عند نفسك) .] ح ۱۶ / ۱۹۰۸ ]
الاستثناء منقطع ؛ أي لا تسألنّ ما تكفّله من رزقك ، بل اسأله ما له عندك من أداء وظائف فروضه واستعمال سنّته ، فإنّه إن وكلك إلى نفسك إذا وقعت بين ما يرضيه وما يسخطه ، ولم يمل بك إلى ما يرضيه ، ولم يوهن قوّتك ممّا يسخطه ، اختار نفسك ما فيه هلاكك .
قوله : (فإن يكن الدنيا على غير ما وصفتُ لك) .] ح ۱۶ / ۱۹۰۸ ]
في سورة حم السجدة : «فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ»۳ .
قال البيضاوي :
«يَسْتَعْتِبُوا» : يسألوا العُتبى ، وهو الرجوع إلى ما كانوا يحبّون «فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ» : المجابين إليها ، وقرئ «وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ» أي أن يسألوا أن يرضوا ربّهم ، فما هم فاعلين لفوات الفرصة ۴ انتهى .
فظهر من القراءة الاُولى صحّة إسناد الاستعتاب إلى العباد، ويكون معناه [...؟ ]من اللّه العتبى وهو الرجوع إلى ما يحبّون .
وفي الصحاح : «أعتبني فلان: إذا عاد إلى مسرّتي راجعا عن الإساءة. والاسم منه العتبي». ۵

1.مثنوي معنوي ، دفتر پنجم ، ص ۸۹۷ ـ ۸۹۹ ، ش ۲۹۱۲ ـ ۲۹۶۰ .

2.ديوان حافظ، ص ۳۰۳، رباعيات.

3.فصّلت (۴۱) : ۲۴ .

4.أنوار التنزيل ، ج ۵، ص ۱۱۳، و فيه : «لفوات المكنة» بدل «لفوات الفرصة» .

5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ (عتب) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 96228
صفحه از 688
پرینت  ارسال به