إليه العتبى ؛ ضدّ» . ۱
ويُحتمل أن يكون المعنى : إن وصفت الدنيا نفسها بقرب المأخذ وسهولة التناول ـ أي أراكها كذلك ـ ووجدتها ـ على خلاف ما وصفت ـ حرونا شموسا ، بعيدَ المأخذ ، وعرَ المطلب .
وبالجملة ، إن لم يحصل لك منها جميع ما تحتاج إليه كما حصل لأبناء الدنيا ، فلا يضيقنّ صدرك ، بل ارض بقضاء اللّه تعالى ، فإنّ القضاء دارٌ من تحوّل إليها ـ أي رضي بالقضاء ـ استعتبه اللّه تعالى ، أي أرضاه ، فالقضاء دار استعتاب .
والغرض التسلية والوصيّة بالصبر (بيت) :
با چنين عمرى كه آن جز برق نيستگر بگريى ور بخندى فرق نيست
وبيان أنّه عسى أن يكون حصول ما يريد المرء من الدنيا ضارّا له ، كما قال تعالى : «عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ»۲ .
ولعلّ الفقرات الأخيرة أشدّ ارتباطا بهذا المعنى ؛ فتدبّر .
ولا يجوز أن يُراد بدار المستعتب دار الآخرة ؛ لما سبق من الحديث في باب الخوف والرجاء عن حمزة بن حمران قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «إنّ ممّا حفظ من خطب النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال ـ إلى قوله ـ : فوالذي نفس محمّدٍ بيده ، ما بعد الدنيا من مستعتب ، وما بعدها من دار إلّا الجنّة أو النار» . ۳
في النهاية : «استعتب : طلب أن يرضى عنه ، ومنه الحديث : ولا بعد الموت من مستعتب ، أي من استرضاء» انتهى . ۴
وفي سورة السجدة : «وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ»۵ .
ويمكن أن يكون المستعتب فيما نحن فيه بالمعنى الثاني ، وداره مجازا عن كيفيّة