333
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

والحاصل : أنّ حطام الدنيا لخساستها ودناءتها كاد أن لا تستحقّ إطلاق اسم الشيئيّة عليها ، كيف وهي شيء خيره ـ أي ما كان مأخذه حلالاً ـ لا ينفع نفعا يعدّ شيئا ؛ لقصر زمان الانتفاع ورجوع النفع إلى الجسم الذي يُبلى عن قريب ، مع كونه مشوبا بصنوف الآلام والكدورات ؛ وشرّه ـ وهو ما لا يحلّ أخذه ـ ضارّ ضررا حقيقيّا للنفس الدائمة .
قوله : (إلّا من رحم اللّه ) .] ح ۱۸ / ۱۹۱۰ ]
استثناء ممّا دلَّ عليه الكلام بفحواه ؛ أي هذا بالنسبة إلى كلّ أحد إلّا من رحم اللّه ، وعدم ضرر شرّه بالمعنى المذكور بالنسبة إلى من رحم اللّه باعتبار عدم أخذه .
قوله : (كَنَوْمَةٍ نِمْتَها) .] ح ۱۸ / ۱۹۱۰ ]
الضمير للنومة وإيقاع «نمت» عليها ، على سياق يقصد قصدك ، كما في بُعيدَ هذا .
قوله : (كمَثَل دودَةِ القزّ) .] ح ۲۰ / ۱۹۱۲ ]
من هذا أخذ من قال (شعر) :

كدود القزّ ينسج حوله بيدهفيهلك غمّا وسط ما هو ناسجه
قوله : (فخُذْ حِذرَك) .] ح ۲۰ / ۱۹۱۲ ]
في القاموس : «الحذر ـ بالكسر ويحرّك ـ : الاحتراز» . ۱قوله : (وَاكْمُشْ) .] ح ۲۰ / ۱۹۱۲ ]
في القاموس : «الكميش : السريع ؛ كمش ككرم» . ۲قوله : (أنْ يُقْصَدَ قَصْدُك ، ويُقْضى قضاؤك) .] ح ۲۰ / ۱۹۱۲ ]
«قصدك» مفعول مطلق اُقيم مقام الفاعل ، واُضيف إلى المفعول ، وكذا «قضاؤك» . والمعنى : قبل أن يتحقّق قصد متوجّه إليك ، وقضاء واقع عليك. والنائب في «يحال» الظرفُ ، أي قبل أن يقع الحيلولة في البين .
قوله : (فيما ناجى اللّه عزّوجلّ به موسى عليه السلام ) .] ح ۲۱ / ۱۹۱۳ ]
دلَّ على صحّة إسناد المناجاة إلى اللّه تعالى .

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۶ (حذر) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ (كمش) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
332

سلوكه في الدنيا من استرضاء اللّه بالأعمال الصالحة والتحوّل إلى تلك الدار كنايةً عن اقتفاء سيرته .
ويُحتمل أن يقرأ «وصفت» بصيغة المتكلّم ، والمعنى إن كانت الدنيا في نظرك على غير ما وصفت لك من المعايب والمساوي ، وتراءت لك بصورة حسناء ، واحتالت في ذلك بصنوف الحيل ، فافتتنت بها وبحسنها الذي تكلّفته ـ ومنشأ ذلك لا محالة سوء حالك وقبيح فعالك ـ فتحوّل ما أنت فيه ، واجهد في استرضاء اللّه تعالى بالأعمال الصالحة ، واسلك سبيل المستعتبين عسى أن تنفتح عين بصيرتك فتصير الدنيا على ما وصفتُ .
وقوله عليه السلام : «فلعمري» إلى آخره ، على جميع التقادير لبيان أنّه ربّما يكون المرء حريصا على شيء طالبا له كلَّ الطلب ، وحصوله كان مضارّا له . وربّما يكون كارها لشيء وهو نافع له ، والغرض أنّك إذ لم تعلم ما يضرّك وما ينفعك ، فالصواب أن تفوّض أمرك إلى اللّه ، ولا تشغل قلبك بالدنيا ، ويكون همّك أن تعمل عملاً يُرضي اللّه عنك ، فكلّ ما يأتي منه فهو الخير .
وفي بعض منظوماتي :

بس فكرت و تدبير به دقت كه مر آن راجز شبه غضب بر قدر حق ثمرى نيست
بس سستى و اهمال كه تابع فتد آن راامرى كه درآن مصلحت دنيا وعقبى است
اين كاشف از آنست كه احوال خلايقمسبوق بتقدير و به تيسير الهى است
وقد أجبت من قال :

هذا الذي جعل الأوهام حائرةوصيّر العالم النحرير زنديقا
فقلت :

هذا الذي يقرع الأسماع إن سمعتتدبيركم كان بالتقدير مسبوقا
قوله : (ألا ما ينفع خيرُه ويضرّ شرُّه) .] ح ۱۸ / ۱۹۱۰ ]
الظاهر أنّ «ألا» حرف التنبيه ، و«ما» نافية .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 90246
صفحه از 688
پرینت  ارسال به