وقفت عليه قلت : «ذه» بهاء موقوفة ، وهي بدل من الياء ، وليست للتأنيث .
وأمّا «ذو» الذي بمعنى الصاحب فلا يكون إلّا مضافا ، فإن وصفت به نكرة أضفته إلى نكرة ، وإن وصفت به معرفة أضفته إلى الألف واللام ، ولا يجوز أن تضيفه إلى مضمر ، ولا إلى زيد وما أشبهه ، تقول : مررت برجل ذي مال ، وبامرأة ذات مال، وبرجلين ذوَيْ مال ـ بفتح الواو كما قال تعالى : «وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ»۱ ـ وبرجال ذوِي مال ـ بالكسر ـ وبنسوة ذواتِ مال ، ويا ذواتِ الحمام ، فيكسر التاء في موضع النصب كما تكسر تاء المسلمات تقول : رأيت ذواتِ مال .
وأمّا «ذو» التي في لغة طيء بمعنى «الذي» فحقّها أن توصف بها المعارف ، تقول : أنا ذو عرفت ، وذو سمعت ، وهذه المرأة ذو قالت كذا ، يستوي فيه التثنية والجمع والتأنيث .
قال سيبويه : إنّ «ذا» وحدها بمنزلة «الذي» كقولهم : ماذا رأيت ؟ فتقول : متاعٌ حسن . قال : وتجري مع «ما» بمنزلة اسم واحد كقولهم : ماذا رأيت ؟ فتقول : خيرا ، بالنصب كأنّه قال : ما رأيت؟ ولو كان «ذا» هاهنا بمنزلة «الذي» كان فيالجواب «خير» بالرفع .
وأمّا قولهم : ذات مرّة وذو صباح ؛ فهو من ظروف الزمان التي لا تتمكّن ، تقول : لقيته ذات يوم ، وذات ليلة ، وذات غداة ، وذات عشاء ، وذات مرّة ، وذات الزمَيْن ، وذات العُوَيْم ، وذا صباح ، وذا مساء ، وذا صبوح ، وذا غبوق ؛ فهذه الأربعة بغيرهاء ، وإنّما سمع في هذه الأوقات ، ولم يقولوا : ذات شهر ، ولا ذات سنة .
قال الأخفش في قوله تعالى : «وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ»۲ : إنّما أنّثوا «ذات» لأنّ بعض الأشياء قد يوضع له اسم مؤنّث ، ولبعضها مذكّر ، كما قالوا : دار وحائط، أنّثوا الدار وذكّروا الحائط . ۳
وفي المغرب :
«ذو» بمعنى الصاحب يقتضي شيئين موصوفا ومضافا إليه ؛ تقول : جاءني رجل ذو مال ، بالواو في الرفع ، وبالألف في النصب ، وبالياء في الجرّ ؛ وتقول للمؤنّث : امرأة ذات مال ، وللجماعة : ذوات مال . هذا أصل الكلمة ، ثمّ اقتطعوا عنها مقتضاها، وأجروها مجرى الأسماء التامّة المستقلّة بأنفسها غير المقتضية لما سواها ، فقالوا : ذات متميّزة ،