359
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

وقفت عليه قلت : «ذه» بهاء موقوفة ، وهي بدل من الياء ، وليست للتأنيث .
وأمّا «ذو» الذي بمعنى الصاحب فلا يكون إلّا مضافا ، فإن وصفت به نكرة أضفته إلى نكرة ، وإن وصفت به معرفة أضفته إلى الألف واللام ، ولا يجوز أن تضيفه إلى مضمر ، ولا إلى زيد وما أشبهه ، تقول : مررت برجل ذي مال ، وبامرأة ذات مال، وبرجلين ذوَيْ مال ـ بفتح الواو كما قال تعالى : «وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ»۱ ـ وبرجال ذوِي مال ـ بالكسر ـ وبنسوة ذواتِ مال ، ويا ذواتِ الحمام ، فيكسر التاء في موضع النصب كما تكسر تاء المسلمات تقول : رأيت ذواتِ مال .
وأمّا «ذو» التي في لغة طيء بمعنى «الذي» فحقّها أن توصف بها المعارف ، تقول : أنا ذو عرفت ، وذو سمعت ، وهذه المرأة ذو قالت كذا ، يستوي فيه التثنية والجمع والتأنيث .
قال سيبويه : إنّ «ذا» وحدها بمنزلة «الذي» كقولهم : ماذا رأيت ؟ فتقول : متاعٌ حسن . قال : وتجري مع «ما» بمنزلة اسم واحد كقولهم : ماذا رأيت ؟ فتقول : خيرا ، بالنصب كأنّه قال : ما رأيت؟ ولو كان «ذا» هاهنا بمنزلة «الذي» كان فيالجواب «خير» بالرفع .
وأمّا قولهم : ذات مرّة وذو صباح ؛ فهو من ظروف الزمان التي لا تتمكّن ، تقول : لقيته ذات يوم ، وذات ليلة ، وذات غداة ، وذات عشاء ، وذات مرّة ، وذات الزمَيْن ، وذات العُوَيْم ، وذا صباح ، وذا مساء ، وذا صبوح ، وذا غبوق ؛ فهذه الأربعة بغيرهاء ، وإنّما سمع في هذه الأوقات ، ولم يقولوا : ذات شهر ، ولا ذات سنة .
قال الأخفش في قوله تعالى : «وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ»۲ : إنّما أنّثوا «ذات» لأنّ بعض الأشياء قد يوضع له اسم مؤنّث ، ولبعضها مذكّر ، كما قالوا : دار وحائط، أنّثوا الدار وذكّروا الحائط . ۳
وفي المغرب :
«ذو» بمعنى الصاحب يقتضي شيئين موصوفا ومضافا إليه ؛ تقول : جاءني رجل ذو مال ، بالواو في الرفع ، وبالألف في النصب ، وبالياء في الجرّ ؛ وتقول للمؤنّث : امرأة ذات مال ، وللجماعة : ذوات مال . هذا أصل الكلمة ، ثمّ اقتطعوا عنها مقتضاها، وأجروها مجرى الأسماء التامّة المستقلّة بأنفسها غير المقتضية لما سواها ، فقالوا : ذات متميّزة ،

1.الطلاق (۶۵) : ۲ .

2.الأنفال (۸) : ۱ .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۵۰ ـ ۲۵۵۲ (ذا) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
358

هكذا : «لا تملّه ولا يملّك » أي لا يشقّ عليه في أمر إذن تدخله في الملالة ، ولا يملّك أي لا يشقّ عليك إذن يدخلك في الملالة .
في مجمل ابن الفارس : «أمللت القوم : إذا شققت عليهم حتّى يملّوا» . ۱
وفي القاموس : «أملّني ، وأملّ عليّ: أبرمني» . ۲قوله : (صاحب الكِلَل) .] ح ۸ / ۲۰۶۳]
في القاموس : «الكلّة ـ بالكسر ـ : الستر الرقيق ، وغشاء رقيق يتوقّى به من البعوض، وصوفة حمراء في رأس الهودج» . ۳قوله : (إنّما تُؤثِرُهُ إذا أعطيتَه من النصف الآخر) .] ح ۸ / ۲۰۶۳]
المشهور بين العلماء نسخ آية «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ»۴ .
وهذا الحديث يدلّ على عدم النسخ . ويمكن القول بنسخ تأكّد استحباب الإيثار مع الخصاصة ؛ إذ أصل استحبابه معها لا بدونها .
قوله : (في ذات يدهم۵) .] ح ۱۰ / ۲۰۶۵]
في القاموس :
«ذا» إشارة إلى المذكّر ، وقد يدخل هاء التنبيه على «ذا» وهي ذات ، وهما ذواتا ، والجمع ذوات ، و«ذات بينكم» أي حقيقة وصلكم ، أو «ذات البين» : الحال التي بها يجتمع المسلمون ، وهذا ذو زيد ، أي هذا صاحب هذا الاسم . وجاء من ذي نفسه ومن ذات نفسه ، أي طبعا . ويكون «ذو» بمعنى «الذي» يصاغ ليتوصّل بها إلى وصف المعارف بالجمل ، فيكون ناقصة ، لا يظهر فيها إعراب كما في «الذي» ولا يثنّى ولا يجمع ؛ تقول : أتاني ذو قال كذا ، ولا أفعل ذلك بذي تسلم ، وبذي تسلمان ، والمعنى : لا وسلامتك ، أو لا والذي يسلّمك . ۶
وفي الصحاح :
«ذا» اسم يشار به إلى المذكّر ، و«ذي» بكسر الذال للمؤنّث ؛ تقول : ذي أمة اللّه . فإن

1.المجمل ، ج ۳ و ۴ ، ص ۸۱۶ (ملل) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۲ (ملل) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۶ (كلل) .

4.الحشر (۵۹) : ۹ .

5.في الكافي المطبوع : «في ذات أيديهم» .

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۰۹ (ذا) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 89839
صفحه از 688
پرینت  ارسال به