37
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

قوله :«لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ»۱
[ح ۱۱ / ۱۰۹۸]
في سورة البلد .
قال صاحب الكشّاف في سورة القيامة :
إدخال «لا» النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم ، وفائدتها توكيد القسم . والوجه أن يقال : هي للنفي ، والمعنى في ذلك أنّه لا يقسم بالشيء إلّا إعظاما له؛ يدلّك عليه قوله تعالى : «فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ»۲ فكأنّه بإدخال حرف النفي يقول : إنّ إعظامي له بإقسامي به كلا إعظام ؛ يعني أنّه يستأهل فوق ذلك .
وقيل : إنّ «لا» نفي لكلامٍ قبل القسم ، كأنّهم أنكروا البعث ، فقيل : لا ، أي ليس الأمر على ما ذكرتم ، ثمّ قيل : اُقسم بيوم القيامة ۳ .
انتهى ما أردنا نقله من الكشّاف ، وذكر وجوها اُخرى .
ويعلم من ذلك أنّ الكلّ مستنبطات حسب ما اعتبر كلّ من قرائن المقام ، وحسب اختلاف الأفهام ، وليس أمرا منقولاً عن العرب كاللغات .
وقال أيضا في سورة البلد :
اعترض بين القسم والمقسم عليه بقوله : «وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ»۴ يعني أنّ مثلك على عظم حرمتك يستحلّ بهذا الحرم كما يستحلّ الصيد في غير الحرم . وعن شرحبيل يحرمون أن يقتلوا بها صيدا ويعضدوا شجرة ، ويستحلّون إخراجك وقتلك .
قال :
فإن قلت : ما المراد بـ «وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ» ؟ ۵
قلت : رسول اللّه صلى الله عليه و آله ومن ولده .
فإن قلت : لم نكر ؟
قلت : للإبهام المستقلّ بالمدح والتعجّب .
فإن قلت : هلاّ قيل : «ومن ولد؟».

1.البلد (۹۰) : ۱ .

2.الواقعة (۵۶) : ۷۵ ـ ۷۶ .

3.الكشّاف ، ج ۴ ، ص ۱۹۰ .

4.البلد (۹۰) : ۲ .

5.البلد (۹۰) : ۳ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
36

قوله :«نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ»[ح ۱ / ۱۰۸۸] في سورة الشعراء . ۱قوله :«إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ»[ح ۲ / ۱۰۸۹] في سورة الأحزاب ۲ .
قيل : الأمانة : التكليف ، وليس موضع قبوله ، أي من في شأنه الظلم ـ أي الطغيان بالعصيان ـ وجهل ما لم يعلم من مسائل الحلال والحرام بترك السؤال عن أهل الذكر عليهم السلام ، ونسيان ما علم بالتبليغ . وإنّما هو الإنسان ، دون الجماد والنبات وسائر أنواع الحيوان .
قوله :«الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ»۳[ح ۳ / ۱۰۹۰] في سورة الأنعام .
و«بما جاء» متعلّق ب «آمنوا». و«المُلبَّس» ـ بفتح الميم ـ مصدر ميمي ، والمراد أنّ الخلط المذكور هو المعنيُّ بلبس الإيمان بالظلم .
قوله : (هكذا نزلت) . [ح ۸ / ۱۰۹۵]
الآية في سورة الأحزاب ، والمراد أنّ جبرئيل نزل بالآية مبيّنا للمراد ، وعلى هذا فليحمل كثير ما سيجيء من هذا القبيل . ولا تصغ إلى قول من زعم أنّ القيد كان من الآية فأسقطه المتغلّبون ، كيف ولو كان من الآية لم يسع النبيّ صلى الله عليه و آله أن يكتمه عن الصحابة ، بل مقتضى شدّة اهتمامه صلى الله عليه و آله بتمشية أمر أمير المؤمنين عليه السلام أن يقرأ الآية على رؤوس الأشهاد ، ومن الممتنع العادي أن يقع فيما هذا شأنه تغيير ؛ لتوفّر الدواعي بنقل أمثال ذلك ، واشتهاره بين المخالف والمؤالف .
وليت شعري كيف يردّ هذا الزاعم قول من ينكر إعجاز القرآن ، ويدّعي وقوع المعارضة على رؤوس الأشهاد وإخفاء المسلمين ذلك تعصّبا ، ولعمري أنّ ظهور مثل هذه الأخبار فيما قلناه بعد الاعتبار الصحيح ممّا لايخفى على ذي لبّ سليم ، وطبع مستقيم .
قوله :«وَمَا كَانَ لَكُمْ»۴[ح ۹ / ۱۰۹۶] في سورة الأحزاب .
قوله :«فمَنِ اتَّبَعَ هُدَاىَ»۵[ح ۱۰ / ۱۰۹۷] في سورة طه .

1.الشعراء (۲۶) : ۱۹۳ .

2.الأحزاب (۳۳) : ۷۲ .

3.الأنعام(۶) : ۸۲ .

4.الأحزاب (۳۳) : ۵۳ .

5.طه (۲۰) : ۱۲۳ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 95842
صفحه از 688
پرینت  ارسال به