وعن أحدهما عليهماالسلام أنّه قال لمحمّد بن مسلم : «إن كان جاحدا للحقّ ، فقل : اللهمَّ املأ جوفه نارا ، وقبره نارا ، وسلّط عليه الحيّات والعقارب ، وذلك قاله أبو جعفر عليه السلام لامرأة سَوْءٍ من بني اُميّة صلّى عليها أبي وقال هذه المقالة : «اجعل الشيطان بها قرينا» الحديث . ۱
وعنه عليه السلام قال : «دعا الحسين عليه السلام على ناصبيّ : اللهمَّ العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة وغير مختلفة ، اللهمَّ أخز عبدك في عبادك وبلادك ، وأصْلِه حرّ نارك ، وارزقه ۲ أشدّ عذابك ؛ فإنّه كان يتولّى أعداءك ، ويبغض أهل بيت نبيّك» . ۳
وعلى ناصبيّ آخر : «اللهمَّ إنّا لا نعلم إلّا أنّه عدوٌّ لك ولرسولك ، اللهمَّ فاحش قبره نارا ، وجوفه نارا ، وعجِّل به إلى النار ؛ فإنّه كان يتولّى أعداءك ، ويُعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيّك ، اللهمَّ ضيِّق عليه قبره» .
فانظر كيف علّل اللعن في الجميع بالمعاداة للّه ورسوله ولأهل بيت رسوله والتولّي لأعدائهم .
وإيّاك أن تغفل عن أنّ من لم يتيسّر له تتبّع السلف ، وتوهّم المصافاة بين أمير المؤمنين عليه السلام والخلفاء الثلاثة ، فأحبّهم تعظيما لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ولأمير المؤمنين عليه السلام ؛ إذ كان محبّا مصافيا لهم بزعمه ، كما هو شأن عامّة العوامّ الذين شغلهم طلب المعاش عن تتبّع أحوال الصحابة من كتب مخالفيهم ، ورأوا علماءهم متّفقين على المصافاة وعدم المعاداة ، خارج عن موالي الأعداء ، وإلّا كان جميع المخالفين نصّابا لايجوز ملاقاتهم بالرطوبة ، لتصريح الأصحاب ـ رضوان اللّه عليهم ـ بنجاسة الناصبيّ وكفره .
فقد تلخّص وتبيّن من جميع ما ذكرنا أنّه لابدّ أن تكون المحبّة في اللّه مقرونةً بالفقه والعلم والبغض ، والقطيعة في اللّه بالحزم والعزم ، والّا يعرض زلّات عظيمة .
والمراد بكون القطيعة مقرونة بالعزم بغض أعداء اللّه على اليقين والجزم ، والتقرّب
1.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۹ ، باب الصلاة على الناصب ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۷۱ ، ح ۳۰۴۳ .
2.في المصدر : «وأذِقْهُ» .
3.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۸ ، باب الصلاة على الناصب ، ح ۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۷۱ ، ح ۳۰۴۴ .