387
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

وعن أحدهما عليهماالسلام أنّه قال لمحمّد بن مسلم : «إن كان جاحدا للحقّ ، فقل : اللهمَّ املأ جوفه نارا ، وقبره نارا ، وسلّط عليه الحيّات والعقارب ، وذلك قاله أبو جعفر عليه السلام لامرأة سَوْءٍ من بني اُميّة صلّى عليها أبي وقال هذه المقالة : «اجعل الشيطان بها قرينا» الحديث . ۱
وعنه عليه السلام قال : «دعا الحسين عليه السلام على ناصبيّ : اللهمَّ العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة وغير مختلفة ، اللهمَّ أخز عبدك في عبادك وبلادك ، وأصْلِه حرّ نارك ، وارزقه ۲ أشدّ عذابك ؛ فإنّه كان يتولّى أعداءك ، ويبغض أهل بيت نبيّك» . ۳
وعلى ناصبيّ آخر : «اللهمَّ إنّا لا نعلم إلّا أنّه عدوٌّ لك ولرسولك ، اللهمَّ فاحش قبره نارا ، وجوفه نارا ، وعجِّل به إلى النار ؛ فإنّه كان يتولّى أعداءك ، ويُعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيّك ، اللهمَّ ضيِّق عليه قبره» .
فانظر كيف علّل اللعن في الجميع بالمعاداة للّه ورسوله ولأهل بيت رسوله والتولّي لأعدائهم .
وإيّاك أن تغفل عن أنّ من لم يتيسّر له تتبّع السلف ، وتوهّم المصافاة بين أمير المؤمنين عليه السلام والخلفاء الثلاثة ، فأحبّهم تعظيما لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ولأمير المؤمنين عليه السلام ؛ إذ كان محبّا مصافيا لهم بزعمه ، كما هو شأن عامّة العوامّ الذين شغلهم طلب المعاش عن تتبّع أحوال الصحابة من كتب مخالفيهم ، ورأوا علماءهم متّفقين على المصافاة وعدم المعاداة ، خارج عن موالي الأعداء ، وإلّا كان جميع المخالفين نصّابا لايجوز ملاقاتهم بالرطوبة ، لتصريح الأصحاب ـ رضوان اللّه عليهم ـ بنجاسة الناصبيّ وكفره .
فقد تلخّص وتبيّن من جميع ما ذكرنا أنّه لابدّ أن تكون المحبّة في اللّه مقرونةً بالفقه والعلم والبغض ، والقطيعة في اللّه بالحزم والعزم ، والّا يعرض زلّات عظيمة .
والمراد بكون القطيعة مقرونة بالعزم بغض أعداء اللّه على اليقين والجزم ، والتقرّب

1.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۹ ، باب الصلاة على الناصب ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۷۱ ، ح ۳۰۴۳ .

2.في المصدر : «وأذِقْهُ» .

3.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۸ ، باب الصلاة على الناصب ، ح ۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۷۱ ، ح ۳۰۴۴ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
386

أبي عبداللّه عليه السلام فإذا بجنازة لقوم من جيرته ، فحضرها وكنتُ قريبا منه ، فسمعته يقول : «اللهمَّ إنّك [أنت ]خلقتَ هذه النفوس ، وأنت تُميتها ، وأنت تُحييها ، وأنت أعلم بسرائرها وعلانيتها ، ومستقرّها ومُستودَعِها ، اللهمَّ وهذا عبدك ، ولا أعلم منه شرّا، وأنت أعلمُ به ، وقد جئناك شافعين [له بعد موته] فإن كان مستوجبا فشفّعنا فيه ، واحشره مع من كان يتولّاه» . ۱
أقول : هل تظنّون إخواني أنّ الإمام عليه السلام يقول هذا القول من صلاة شيعته؟ بل ظاهرٌ كلَّ الظهور أنّ الرجل كان من المخالفين ، ولكنّه لم يكن ناصبيّا شريرا يؤذي المؤمنين .
وعنه عليه السلام في حديث : «إن كان مستضعفا ، فقل : اللهمَّ اغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك ، وقِهم عذاب الجحيم ؛ وإذا كنت لا تدري ما حاله ، فقل : اللهمَّ إن كان يحبّ الخير وأهله ، فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه ؛ وإن كان المستضعف منك بسبيل، فاستغفر له على وجه الشفاعة ، لا على وجه الولاية» . ۲
وعنه عليه السلام قال : «تقول : أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه ، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ عبدك ورسولك ، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد ، وتقبّل شفاعته ، وبيّض وجهه ، وأكثر تبعه ، اللهمَّ اغفر لي وارحمني وتُب عليَّ ، اللهمَّ اغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك ، وقِهم عذاب الجحيم ؛ فإن كان مؤمنا دخل فيها ، وإن كان ليس بمؤمن خرج منها» . ۳
وعنه عليه السلام قال : «إذا صلّيت على عدوّ اللّه ، فقل : اللهمَّ إنّ فلانا لا نعلم منه إلّا أنّه عدوٌّ لك ولرسولك ، اللهمَّ فاحشُ قبره نارا [واحشُ جوفه نارا] وعجِّل به إلى النار ، فإنّه كان يتولّى أعداءك ، ويُعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيّك ، اللهمَّ ضَيّقْ عليه قبره . فإذا رفع ، فقل : اللهمَّ لا تَرْفَعْهُ ولا تُزَكِّه» . ۴

1.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۸ ، باب الصلاة على المستضعف و ... ، ح ۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۶۹ ، ح ۳۰۳۸ .

2.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۷ ، باب الصلاة على المستضعف و ... ح ۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۶۸ ، ح ۳۰۳۵ .

3.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۷ ، باب الصلاة على المستضعف و ... ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۶۸ ، ح ۳۰۳۷ .

4.الكافي ، ج ۳ ، ص ۱۸۹ ، باب الصلاة على الناصب ، ح ۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۶۹ ، ح ۳۰۳۹ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 106345
صفحه از 688
پرینت  ارسال به