389
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

وفي النهاية : «لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه ، أي غوائله وشروره ، وأحدها بائقة ، وهي الداهية» . ۱
أقول : المعنى أنّ المؤمن لمّا رفض الدنيا وقنع بأدنى ما فيها ، لا يعارض أهلها ولا يجاذبهم فيما يريدونه ويعشقونه ويهوون أن يستأثروا به ، فليس في معرض أن ينتظر له بوائق الدهر وغوائل الزمان ، كما يُنْتَظَر للمتجاذبين لمعشوقة .
قوله : (كلُّ سَعْي أخْلَصُ عنده مِن سَعْيِه، وكلُّ نَفْسٍ أصْلَحُ عنده مِن نَفْسِه) .] ح ۱ / ۲۲۸۰]
أي كلّ سعي في طاعة اللّه ، كما يدلّ عليه لفظ «أخلص» وكلّ نفس متّصفة بالصلاح في الواقع ، كما دلّ عليه اسم التفضيل . و«عنده» أي في ظنّه ، لا في الواقع ونفس الأمر . وبهذا ينحلّ الإشكال فيما سبق في كتاب العقل من قول أمير المؤمنين عليه السلام : «ويرى الناس كلّهم خيرا منه وهو ۲ شرّهم في نفسه» . ۳ ولفظ «عنده» هاهنا يؤدّي مؤدّى لفظتي «يرى» و«في نفسه» هناك .
قوله : (مَرْجُوٌّ لكلّ كَرِيهَةٍ) .] ح ۱ / ۲۲۸۰]
أي يرجوه أخاه أن يرفع عنه كلّ كريهة تعرض له وهو يقدر على ذلك .
قوله : (هَشّاشٌ) .] ح ۱ / ۲۲۸۰]
في النهاية : يُقال : هشّ لهذا الأمر يهشّ هشاشة : إذا فرح بذلك واستبشر وارتاح له ». ۴
وفيه : «بشّاشة اللقاء : الفرح بالمرء والانبساط إليه والاُنس به» . ۵
أقول : من هذا المصباح اقتبس الشيخ في مقامات العارفين حيث قال : العارف هشّ بشّ بسّام .
قوله : (صِلِيبٌ) .] ح ۱ / ۲۲۸۰]
في القاموس : «الصلب ـ بالضمّ ـ وكسكّر وأمير : الشديد» . ۶

1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ (بوق) .

2.في المصدر : «وأنّه» بدل «وهو» .

3.الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ۱۲ .

4.النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۶۴ (هشش) .

5.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ (بشش) .

6.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۹۳ (صلب) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
388

بذلك إلى اللّه ؛ فإنّ البراءة منهم جزء من الإيمان ، والتولّي للأئمّة عليهم السلام ليس تولّيا بدون التبرّي من أعدائهم ، إمّا على الخصوص والجزئيّة إن علموا ، أو على العموم والكلّيّة .
وقد قلت في مرثيتي للحسين عليه السلام نظما ونثرا : وكأنّي بمولانا القائم عليه السلام وقد سلَّ سيف الانتقام من غمده ، وأمر بإحضار يزيد اللعين وجنده ، فحمل عليهم حملات، وقطّعهم قطعات ، ذلك جزاؤهم في الحياة الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى ، ثمّ رخّص لأنصار اللّه قتل سائر النواصب ، فحملوا عليهم بالرِّماح الشواجر ، والسيوف القواضب كأنّ أكَمة من الحطام جرى عليها السيل ، أو أنوار الصبح هجمت بغتةً على ظلام الليل ، أو كان اللّه أرسل على أصحاب الفيل طيرا أبابيل «ترميهم بحجارة من سجّيل فجعلهم كعصفٍ مأكول »۱ (نظم) :

أيا نفس قد آن الخروج فهيّنيلتروى بهم حدّ القواضب والقنى
ولا تحسبنّ اللّه مخلف وعدهفها هو ذا اليوم ينجز أو غدا
ولا تقنطي من رحمة اللّه أنّهلأكرم مسؤول وأفضل مرتجى
قوله : (لا يَخْرَقُ به فَرَحٌ ، ولا يَطيشُ به مَرَحٌ) .] ح ۱ / ۲۲۸۰]
في القاموس : «الخرق ـ بالضمّ وبالتحريك ـ : ضدّ الرفق ؛ خرق كفرح وكرم ». ۲
وفيه : «الفرح ـ محرّكةً ـ : السرور والبطر». ۳
وفيه : «مرح ـ كفرح ـ : أشر وبطر واختال ونشط وتبختر ». ۴
أي لا يخرقه ولا يمرحه على أنّ باء للتعدية .
قوله : (لا يُتَوَقَّعُ له بائقَةٌ) .] ح ۱ / ۲۲۸۰]
في القاموس : «استوقع الأمر : انتظر كونه ؛ كتوقّعه». ۵
وفيه : «البائقة : الداهية». ۶
وفيه : «الداهية : الأمر العظيم» . ۷

1.الفيل (۱۰۵) : ۴ ـ ۵ .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۲۶ (خرق) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ (فرح) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ (مرح) .

5.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۹۷ (وقع) .

6.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۱۵ (بوق) .

7.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۲۹ (دهي) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93524
صفحه از 688
پرینت  ارسال به