391
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

أقول : قد نقل حكاية همام في نهج البلاغة مخالفة لما هاهنا . ۱قوله : (إنّ لكلِّ أجَلاً لا يَعدُوه ، وسَبَبا لا يُجِاوزُهُ) .] ح ۱ / ۲۲۸۰]
اعلم أنّه لا شكّ في أنّ الآجال كالأرزاق مقدّرة موقوتة ؛ لتظافر الأخبار بذلك ، إلّا أنّ الأجل من حيث إنّه أجل ـ أي مدّة معيّنة ـ ليس موجبا للموت أو الحياة ، بل هو ظرف الحياة ، وموجبها الحرارة الغريزيّة ، والموت انطفاؤها بسببٍ من الأسباب ؛ وكما أنّ الآجال مقدّرة ، كذلك الأسباب أيضا مقدّرة ، فلكلّ ذي حياة أجل قدّر أن يقارن انقضاؤه سببا خاصّا ، والأسباب متساوية الاقدام في إزهاق الروح وإزالة الحياة إلاّ أنّه عيِّن في التقدير الأزلي أن يكون سبب موت زيد ـ مثلاً ـ أكله الغذاء الفلاني الذي يفضي إلى استطلاق البطن ؛ لما به في وقت الأكل من حالة مزاجيّة توجبه ، أو شربه الدواء الفلاني الذي لم يكن مناسبا لمرضه ، أو سقوطه من سطح ، أو وقوعه في بئر ، أو مصادفته لذئب ، أو قتل عمرو إيّاه إلى غير ذلك ، وسبب موت همام استماع الموعظة البليغة المؤثّرة في النفس الزكيّة تأثيرا يفضي إلى إزهاق الروح بشرط أن يقارن انقضاء أجلها ، وربما أن يؤثّر في نفسٍ آخَرَ أضعافَ ذلك التأثير ولم يفضِ إلى الإزهاق ؛ لفقد الشرط . وخوف أمير المؤمنين عليه السلام على همام لعلمه بتأثّر نفسه الزكيّة كلَّ التأثّر من موعظته البليغة ، واحتمال تماميّة أجله المقدّر له ، ولزوم إفضاء التأثّر المقارن لتماميّة الأجل إلى الموت .
وإلى هذا التحقيق أشار عليه السلام : «إنّ لكلّ أجلاً لن يعدوه ، وسببا لا يجاوزه» أي ليس السبب المقدّر لموتي تأثيرَ هذه الموعظة في نفسي وإن كان على أكمل وجوه التأثير ؛ وذلك لأنّ الأجل المقدّر لي لم يتمّ بعد .
قوله :([وَقورٌ] عند الهزاهز) .] ح ۲ / ۲۲۸۱]
في القاموس : «الهزهزة والهزاهز : تحريك البلايا والحروب الناس» . ۲قوله : (ولا يَتَحامَلُ للأصدقاء) .] ح ۲ / ۲۲۸۱]
نصَّ على أنّ التحامل يتعدّى إلى المفعول بنفسه . وصاحب النهاية اعترف بذلك ،

1.نهج البلاغة ، ص ۳۰۳ ، الخطبة ۱۹۳ .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ (هزز) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
390

قوله : (وإن بُخِلَ عليه [صَبَرَ] ).] ح 1 / 2280]
يُحتمل أن يكون شرطيّة ، فجزاؤه «صبر» على صيغة الفعل ، وأن يكون وصليّة ف «صبر» على صيغة المصدر ، حمل على «المؤمن» من باب زيد عدل . ويؤيّده ما في بعض النسخ : «لا يجهل وإن جهل عليه ، ولا يبخل إن بخل عليه» .
في الأساس : «هو يجهل على قومه : يتسافه عليهم ، قال (شعر) :

ألا لا يجهلنّ أحدٌ علينافنجهل فوق جهل الجاهلينا». 1
وعلى هذا فالفعل بصيغة المجرّد ، والمعنى إن فعلَ به فعل السفهاء من الحدّة والطيش لم يقابل به .
في النهاية : «أصل السفه الخفّة والطيش» . 2
أقول : سيجيء هذه الفقرات الشريفة في أواخر الباب .
قوله : (ولا يَفْشَلُ في الشدّة) .] ح 1 / 2280]
في القاموس : «فشل - كفرح ـ : كسل وتراخى وضعف وجبن» . 3 قوله : (يمزُجُ). ] ح 1 / 2280] بضمّ العين على ما يستفاد من القاموس 4 .
قوله : ([وَلايَتَّجِرُ] لِيَغْنَمَ) .] ح 1 / 2280]
أي لا ليدّخر، أو يكاثر أقرانه .
قوله : (بَعْدُه ممَّنْ تباعَدَ منه [بُغْضٌ] ) .] ح 1 / 2280]
الضمير في «تباعد» لمرجع ضمير «بُعده» والضمير في «منه» ل «من» . ويُحتمل العكس . والأوّل أظهر بقرينة «وليس تباعده تكبّرا» .
قوله : (ولا خِلابَةً) .] ح 1 / 2280]
بالخاء المعجمة .
في القاموس : «خلبه ـ كنصره ـ خلبا وخلابا وخلابة بكسرهما : خدعه» . 5

1.أساس البلاغة ، ص ۱۰۷ (جهل) .

2.النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۷۶ (سفه) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۹ (فشل) .

4.راجع: القاموس المحيط ، ج ۱، ص ۲۰۷ (مزج).

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۶۳ (خلب) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93460
صفحه از 688
پرینت  ارسال به