41
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

لظاهر الحال ، أو رجاء الغلبة على الأقران ، وحصول الجاه بين الأمثال الناشئ من استخبار حال مدّعي الدين بحسب العاقبة والمآل من الكهنة وأهل الرياضات ، كما هو شأن أبناء الزمان في استخبار حال صاحب خروجٍ ظهر في عصر من الرمّالين والمنجّمين ، وإذا أخبروا بأنّه سيظهر على المعارضين ويرتفع أمره ، حصل لمن له داعية لجاهٍ ميلٌ قلبيّ إليه ، وتعاونه بيده ولسانه وماله حسب ما يرى من مصلحة الوقت.
ويظهر من النقل المعتبر أنّ إيمان الثاني كان مبتنيا على هذا ؛ نقل العلّامة الزمخشري في الفائق في الصاد مع الدال :
أنّ عمر سأل الاُسقف عن أحوال الخلفاء ، فحدّثه حتّى انتهى إلى نعت الرابع ، فقال : صدع من حديد. قال عمر : وادفراه . ثمّ فسّر الزمخشري الصدع بالوعل بين الوعلين ليس بالغليظ ولا بالشخت ، ثمّ قال: أي متوسّط في خلقه ، لا صغير ولا كبير شبهه في خفّته في الحروب ونهوضه على مزاولة صعاب الاُمور حين أفضى إليه الأمر بالوعل ؛ لتوغّله في شعفات الجبال والقلل الشاهقة . وجعل الصدع من حديد مبالغةً في وصفه بالبأس والخفّة والصبر في الشدّة . والمراد عليّ رضى الله عنهوما حدث في أيّامه من الفتن ، ومُني به من تقاتله أهل الإسلام ومناجزة المهاجرين والأنصار ، وملابسة الاُمور المشكلة ، والخطوب المعضلة ، ولذلك قال عمر : وادفراه . والدفر : النتن تضجّرا من ذلك واستفحاشا ۱ .
انتهى كلام الزمخشري في الفائق.
وقد استخبر عمر في هذا الأمر الكعب أيضا كما نقله صاحب النهاية ۲ .
وهذا حال أكثر أبناء الدنيا الذين في أنفسهم داعية الترفّع والجاه ، يستخبرون الكهنة والرمّالين ولو كانوا من غير مذهبهم ، ويتهيّأون لمقدّمات ما أخبروا ، ويدبّرون التدبيرات المناسبة .
ويعضد هذا النقل ما روي أنّ سنّيّا قال لشيعي : لاُوقعنّك في مضيق لا تجد مخرجا

1.الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ (صدع).

2.النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۵ (صدأ) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
40

قوله :«أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ»۱[ح ۳۱ / ۱۱۱۸] في سورة البقرة .
قوله :«كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ»۲
[ح ۳۲ / ۱۱۱۹]
في حمعسق .
قوله : (هكذا في الكتاب مخطوطة) . [ح ۳۲ / ۱۱۱۹]
قال صاحب الوافي قدس سره : «كأنّها مخطوطة في الحواشي من قبيل القيود والشروح» ۳ .
قوله :«الْحَمْدُ للّهِِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا»۴[ح ۳۳ / ۱۱۲۰] في سورة الأعراف .
قوله :«عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ»۵[ح ۳۴ / ۱۱۲۱] في النبأ .
قوله :«هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ للّهِِ»۶[ح ۳۴ / ۱۱۲۱] في الكهف .
قوله :«فَأَقِمْ وَجْهَكَ»۷[ح ۳۵ / ۱۱۲۲] في سورة الروم .
قوله :«وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ»۸[ح ۳۶ / ۱۱۲۳] في سورة الأنبياء .
قال البيضاوي : «إفراد القسط لأنّه وصف به للمبالغة». ۹
[قوله] : «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذَا»۱۰ يونس .
قوله :«مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ»۱۱[ح ۳۸ / ۱۱۲۵] في المدّثّر .
قوله :«وأَنْ لَوِاسْتَقَامُوا»۱۲[ح ۳۹ / ۱۱۲۶] في سورة الجنّ.
قوله :«ثُمَّ اسْتَقَامُوا»۱۳[ح ۴۰ / ۱۱۲۷] في سورة السجدة .
قوله :«قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ»۱۴[ح ۴۱ / ۱۱۲۸] في سورة سبأ .
قوله : (نزلت في فلان وفلان وفلان) . [ح ۴۲ / ۱۱۲۹]
يدلّ على إيمان الثلاثة أوّلاً ، ولكنّ الكاشف كشف عن أنّه كان مستودعا ، أي قابلاً لأن يتغيّر ويزول ؛ لعدم ابتنائه على البصيرة واليقين ، بل على الاستحسان وميل الطبع ؛

1.البقرة (۲) : ۸۷ .

2.الشورى (۴۲) : ۱۳ .

3.الوافي ، ج ۳ ، ص ۹۲۲ .

4.الأعراف (۷) : ۴۳ .

5.النبأ (۷۸) : ۱ .

6.الكهف (۱۸) : ۴۴ .

7.الروم (۳۰) : ۳۰ .

8.الأنبياء (۲۱) : ۴۷ .

9.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۹۶.

10.يونس (۱۰) : ۱۵ .

11.المدّثّر (۷۴) : ۴۲ .

12.الجنّ (۷۲) : ۱۶ .

13.فصّلت (۴۱) : ۳۰ .

14.سبأ (۳۴) : ۴۶ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 95828
صفحه از 688
پرینت  ارسال به