423
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

قوله : (مَنْ كُمُّهُ أعمى) .] ح ۹ / ۲۴۱۹]
الظاهر أنّ «كمّه» ماض من باب التفعيل وإن لم يذكر أهل اللغة المشهورون سوى المجرّد لازما ، والمعنى بالفارسيّة : «كسى كه كورى دهد نابينائى را» يعنى او احوال راهى پرسد كه خواهد كه به آن راه رود ، او خلاف آن راه نشان دهد تا بر او بخندد، چنانكه شيوه اوباش و اراذل است .
وبالجملة : يضلّه إذا استهداه ليضحك ويهزأ به ، كما يفعله السفهاء والأراذل .
في القاموس : «الكمه ـ محرّكةً ـ : العمى يولد به الإنسان » ۱ انتهى .
وفي الدُّعاء : «عصيتك ربِّ ببصري ، ولو شئت وعزّتك لكمهتني» ۲ .
وفي بعض النسخ : «لأكْمَهْتَنِي» .
قوله :«لَيَصْرِمُنَّها»۳.] ح ۱۲ / ۲۴۲۲]
في الصحاح : «صرمت الشيء : إذا قطعته» . ۴قوله :«وَلاَ يَسْتَثْنُونَ»۵.] ح ۱۲ / ۲۴۲۲]
أي لا يعلّقون ذلك بمشيئة اللّه تعالى ، قال اللّه تعالى : «وَلَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدا إِلَا أَنْ يَشَاءَ اللّهُ»۶ ، والتعبير بالاستثناء للإشارة إلى الآية .
وقال البيضاوي :
«وَ لَا يَسْتَثْنُونَ» أي لا يقولون إن شاء اللّه . وإنّما سمّاه استثناءً لما فيه من الإخراج ، غير أنّ المخرج به خلاف المذكور ، والمخرج بالاستثناء عينه ، أو لأنّ معنى «لأخرج إن شاء اللّه » و«لا أخرج إلّا ۷ أن يشاء اللّه » معنى واحد ؛ أو «وَ لَا يَسْتَثْنُونَ» حصّة المساكين كما

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۹۱ (كمم) .

2.الكافي ، ج ۳ ، ص ۳۲۶ ، باب السجود والتسبيح و ... ، ح ۱۹ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۲ ، ص ۱۱۱ ، ح ۱۸۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۱۷، ح ۸۵۸۹ ، وفي جميع المصادر : «لأكمهتني» بدل «لكمهتني» .

3.القلم (۶۸) : ۱۷ .

4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۶۵ (صرم) .

5.القلم (۶۸) : ۱۸ .

6.الكهف (۱۸) : ۲۲ و ۲۳ .

7.في المصدر : «إلى» .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
422

أصلاً لكان قد حرمه الجواد نصيبه من خوان جوده وكرمه ، فكان المعنى المعلوم للّه معترضا عليه تعالى بلسان الحال : لِمَ حرمتني عطاء كنت احتمله لو وصل إليّ ، فليتعجّب المتعجّبون كيف دخل التعذيب الداعي في عداد الجود والإحسان والحمدللّه رب العالمين .
وهاهنا إشكال عويص أيضا وهو أنّ الخباثة التي تقبل الزوال هي العارضية التي توجبها سيّى ء الأعمال ، وأين لإبليس إذا أدخل جهنّم الأعمال السيّئة حتّى تعرض له بسببها خباثة تزال فتجدّد عقيبها بسبب عمل آخر .
فاعلم أنّه روى الكليني رحمه اللّه في باب النيّة عن أبي عبداللّه عليه السلام أنّه قال : «إنّما خلّد أهل النار في النار لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو خُلّدوا فيها أن يَعْصُوا اللّه أبدا» الحديث . ۱
وإذا تقدّم هذا فتقول : النيّة قسمان :
قسم بلغ حدّ الإجماع وهو يستتبع حركات الأعصاب والعضلات والرباطات إلى أن ينتهي إلى تحقّق المنوي ، إلاّ أن تعرض في البين عارض لاضطرّه إلى عدم الفعل ، مثل فساد آلة أو حلول أجل أو قسر قاسر أو غير ذلك .
وقسم لم يبلغ ذلك الحدّ ، وبقي حالة منتظرة بعدُ وعسى أن يعرض قبل وقت الفعل ما ينفسخ به تلك النيّة .
والأوّل في حكم الفعل ؛ لأنّ الذي من جهة الناوي قد تمّ وعدم الفعل المانع خارجي ، فيصحّ بطريق مجاز المشارفة أن يقال : قد فعل .
والمجازاة على هذه النيّة أيضا جائزة ، كما على الفعل ؛ إذ ليس في العقل انقباض منه ، أو عدم المؤاخذة على النيّة مختصّ بالأمّة المرحومة ببركة الرسول صلى الله عليه و آله ، واللّه تعالى إذ علم من حال إبليس وجنوده أنّ نيّاتهم تلك النيّة عاملهم معاملتها ، ولعلّ نيّاتهم تؤثّر فيهم آثار أفعالهم ، فتواردت التعذيبات المطهّرة .

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۵ ، ح ۵ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65421
صفحه از 688
پرینت  ارسال به