443
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

لأنّه خلق ليجري إليه الدم الذي ستكون في الكبد من وريد متّصل بالقلب ، فيكتسب فيه حرارة ، ويلطف ويتحمّل بخارا يسمّونه بالروح الحيواني ، ويجري منه في العروق المنبثة في البدن المسمّاة بالشرايين ، فيبلغ الروح الحيواني جميع أجزاء البدن ، وهذه الفائدة تحصل بقلب واحد ، ويكون القلب الآخر فضلاً بلامصلحة غير لائق بحكمة الحكيم تعالى شأنه .
والمراد بالأذهان النفوس الناطقة أو القوّة التي بها يحصل الإدراك .

[باب الهجرة]

قوله : (ولا يتعامس 1 ) .] ح 1 / 2708 ]
في الصحاح في العين المهملة : «تعامس عن الشيء : إذا تغافل » 2 دلّ على أنّ التعامس إذا وصل إلى المفعول ب «عن» كان بمعنى التغافل عنه . فمعنى الحديث حيث قال عليه السلام : «ولا يتعامس له عن كلامه» أنّ المؤمن ينبغي أن يتغافل عمّا سمع من أخيه من الكلام الخشن ، ويُريَه أنّه لم يسمع ، وأن يفعل ذلك له ، أي لعزّته وحرمته ، لا لعدم القوّة على المعارضة والمقابلة ، أو للتخجيل أوللرياء والسمعة .
قوله : (يَصْرِمُ ذوي قرابته ).] ح 3 / 2710 ]
في الصحاح : «صرمت الشيء : قطعته» . 3 قوله : (فَهَجَرَهُ) .] ح 4 / 2711 ]
تصحيف من النسّاخ ، والصحيح «فهجرني» كما يظهر بالتدبّر .
قوله : (أيّما مسلمَيْن تهاجرا) إلى قوله : (إلّا كانا خارجَيْن من الإسلام) .] ح 5 / 2712 ]
كلمة «إلّا» زائدة .
قال صاحب القاموس في عدّ معاني «إلّا» :
وتكون عاطفة بمنزلة الواو «لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَا الَّذِينَ ظَلَمُوا» 4 و «لَا

1.في الكافي المطبوع : «ولايتغامس» .

2.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۵۲ (عمس) .

3.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۶۵ (صرم) .

4.البقرة (۲) : ۱۵۰ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
442

لسانا واحدا ، وكذلك قلبك» إلى قوله : «ولا قلبان في صدرٍ واحد» مصدّقٌ لما قال صاحب تفسير بحر الحقائق :
إنّ اللّه تعالى يشير بقوله: «مَا جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ» إلى أنّ القلب صدف درّة المحبّة ، والمحبّة أمانتي التي عرضتها على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ، وأمر ربّكم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها ، فأهل أمانة المحبّة أهل حضرة جلالي ، فلا تخونوا في أمانتي ، أي فلا تحبّوا غيري ، ولا تكونوا ممّن يتّخذ من دون اللّه أندادا يحبّونهم كحبّ اللّه ، أي يصرفون محبّة اللّه في الأنداد ، وكونوا كالذين آمنوا أشدّ حبّا للّه ؛ يعني أهل الإيمان ، ما خانوا في أمانة المحبّة ، وردّوها إلى أهلها .
فمعنى الآية أنّ القلب واحد ، والمحبّة واحدة ، فلا تصلح إلّا لمحبوب واحد من غير شريك ؛ فإنّه أغنى الشركاء عن الشرك ، لا يقبل محبّة بالشركة . انتهى .
وقال بعض أصحاب العرفان :
حضرت بيچون كه تو را نعمت هستى داده است در درون تو جز يك دل ننهاده است تا در محبّت يكرو باشى و يكدل و از غير او معرض و برو مقبل ، نه آنكه يك دل را به صد پاره كنى وهر پاره را به طرف مقصدى آواره (بيت) :

اى آنكه به كعبه وفا روست تو رابر مغز چرا حجاب شد پوست تو را
دل در پى اين و آن نه نيكوست تو رايك دل دارى بس است يك دوست تو را
قال البيضاوي : «أي ما جمع قلبين في جوف ؛ لأنّ القلب معدن الروح الحيواني المتعلّق للنفس الإنساني أوّلاً ، ومنبع القوى بأسرها ، وذلك يمتنع التعدّد» 1 فتأمّل .
قوله : (وكفى بي خبيرا).] ح 3 / 2707 ]
من الخُبر بالضمّ ، وهو العلم ، لامن الخبر .
قوله : (ولاقلبان [في صَدْرٍ واحدٍ ، وكذلك الأذهان] ).] ح 3 / 2707 ]
المراد بالقلب هنا اللحم الصنوبري ، والغرض أنّ المصلحة لكلّ بدن قلب واحد؛

1.أنوار التنزيل ، ج ۴ ، ص ۳۶۲ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 89642
صفحه از 688
پرینت  ارسال به