47
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

قوله :«فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا»۱. [ح ۶۸ / ۱۱۵۵]
في سورة الملك قبل هذه الآية عدّة آيات سيقت لتخويف أهل الجحود :
منها : قوله تعالى : «أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ»۲ أي كيف منذري الذي تكذّبونه وتهينونه وتستخفّونه في علوّ الشأن وارتفاع الدرجة يوم القيامة ونفاذ الحكم وتفويض حساب الخلائق إليه وكونه ذا زُلفة ومنزلة لديّ ، فتذوقون وبال أمركم ، وترون مآل فعالكم .
وقال البيضاوي : «ستعلمون كيف إنذاري إذا شاهدتم المنذرَ به». ۳
ولعلّ ما قلناه أقرب ، وكفى شاهدا به ما بعد ذلك : «وَ إِنَّمَآ أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ»۴ وما قبله: «سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا» . ۵ في سورة سبأ: «قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للّهِِ مَثْنى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»۶ ، وفي سورة فاطر: «إِنْ أَنْتَ إِلَا نَذِيرٌ»۷ . وقد ذكر في القرآن في تسعة وثلاثين سورة ، وفي الكلّ بمعنى المنذر .
وفي تفسير الفاضل النيشابوري :
ثمّ هدّد وأوعد قائلاً : «فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ» . قال عطاء والضحّاك عن ابن عبّاس : هو المنذر يعني محمّدا صلى الله عليه و آله ، والمعنى : فستعلمون رسولي وصدقه حين لا ينفعكم . وقيل: بمعنى الإنذار ، أي عاقبة إنذاري إيّاكم بالكتاب والرسول. انتهى .
ومنها قوله : «وَإلَيْهِ تُحْشَرُونَ»۸ .
ومنها قوله : «وَيَقُولُونَ مَتى هَذَا الْوَعْدُ»۹ .

1.سبأ (۳۴) : ۴۶ .

2.الملك (۶۷) : ۲۷ .

3.الملك (۶۷) : ۱۶ ـ ۱۷ .

4.أنوار التنزيل ، ج ۵ ، ص ۳۶۴ .

5.الملك (۶۷): ۲۶ .

6.الملك (۶۷) : ۸ ـ ۹ .

7.فاطر (۳۵) : ۲۳ .

8.الملك (۶۷) : ۲۴ .

9.الملك (۶۷) : ۲۵ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
46

كلَّ من بلغه القرآن من العرب والعجم» ۱ . والآية في سورة الأنعام .
قوله :«قُلِ اعْمَلُوا»۲[ح ۶۲ / ۱۱۴۹] في سورة التوبة .
قوله :«فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ»۳[ح ۶۴ / ۱۱۵۱] في سورة الفرقان .
قوله :«وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ»۴[ح ۶۴ / ۱۱۵۱] في سورة الكهف .
قوله :«وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للّهِِ»۵[ح ۶۵ / ۱۱۵۲] في سورة الجنّ .
قوله :«قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى»۶[ح ۶۶ / ۱۱۵۳] في سورة يوسف .
قوله : (آلُ محمّدٍ لم يَبْقَ فيها غيرُهم) . [ح ۶۷ / ۱۱۵۴]
في الذاريات في قصّة ضيف إبراهيم: «قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ»۷ فمقصود الإمام عليه السلام أنّ بطن الآية هذه الاُمّة من بني اُميّة وأضرابهم وأعوانهم الذين فجورهم أفحش وأقبح من فجور قوم لوط ، وسينزل عليهم ما يستأصلهم كما نزل على اُولئك وآل محمّد عليهم السلام بين هؤلاء بإزاء بيت من المسلمين بين اُولئك ، ولهم العاقبة والبقاء إلى يوم القيامة . وسبق نظير هذا في باب التفويض إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله في قوله تعالى : «هَـذَا عَطَـآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ»۸ ؛ إذ صرّح الإمام عليه السلام أنّه ورد في ملك سليمان ، ثمّ جرى في رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
وليعلم أنّ شيعتهم عليهم السلام في حكمهم وداخلون في الاستثناء بالتبع ، وفي الحديث : «شيعتنا خلقت من فضل طينتنا ، ولذلك تحنّ قلوبهم إلينا» ۹ .

1.الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۱۰ .

2.التوبة (۹) : ۱۰۵ .

3.الفرقان (۲۵) : ۵۰ .

4.الكهف (۱۸) : ۲۹ .

5.الجنّ (۷۲) : ۱۸ .

6.يوسف (۱۲) : ۱۰۸ .

7.الذاريات (۵۱) : ۳۱ ـ ۳۷ .

8.ص (۳۸) : ۳۹ .

9.بصائر الدرجات ، ص ۱۴ ، ح ۱ . وعنه في بحارالأنوار ، ج ۱۵ ، ص ۲۲ ، ح ۳۵ . وراجع : الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ ، باب خلق أبدان الأئمّة و ... ، ح ۱ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۱۹ ، ح ۱ و ۲ ؛ علل الشرائع ، ص ۱۱۷ ، ح ۱۵ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 90852
صفحه از 688
پرینت  ارسال به