489
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

بالشهادة ، إلى غير ذلك ، فيفسّر بذات مع صفة الرجوليّة ، أو بذات مع صفة الشهادة . والحقّ ما ذكرنا . وكذا الحال في طلب زيد أبا إذا كان الأب عبارةً عن زيد ، فإنّ حاصله أيضا طاب اُبوّة زيد ، والتقدير : طاب شيء زيد هو اُبوّته ، وكذا معنى للّه درّه فارسا درّ فروسيّته ، ومعنى عزّ قائلاً عزّ قائليّته ، وعلى هذا القياس نظائره ؛ فتأمّل. انتهى .
فمعنى قوله عليه السلام : «رضيت باللّه ربّا» على ما حقّقه السيّد : رضيت بشيء اللّهِ تعالى وهو ربوبيّته ، وبشيء الإسلام وهو كونه دينا ، وكذا فيما بقي .
وعلى ما قاله الفاضل الرضيّ رضيت بشيء هو اللّه ، وبدين هو الإسلام ، وكذا البواقي .
ولعلّ ما أورد عليه السيّد محذور في التزامه ، وتمام الكلام في أمر التمييز في شرح ابن مالك لكتابه المسمّى بعمدة الحافظ وعدّة اللافظ وهو أحسن ما صنّف في النحو .
قوله : (إليك أسلَمْتُ نَفْسي) .] ح ۱۳ / ۳۲۹۱ ]
في القاموس : «أسلم أمره إلى اللّه : سلّمه إليه» . ۱قوله : (بِدِرْعِك الحَصِينة) .] ح ۱۳ / ۳۲۹۱ ]
في القاموس : «درع حصين وحصينة : محكمة» . ۲قوله : (غَرَقَا أو حَرَقا) .] ح ۱۳ / ۳۲۹۱ ]
في النهاية : «ومنه الحديث : اللهمَّ إنّي أعوذ بك من الغرق والحرق . والغرق بفتح الراء المصدر» . ۳
وفي الصحاح : «غرق في الماء غرقا . وضبط في النسخ العتيقة بفتح الراء» . ۴
وفي المغرب : «الغَرَق ـ بفتحتين ـ مصدر غرق في الماء : إذا غار فيه ، من باب لبس» . ۵
وعلى هذا فالظاهر أنّ الحرق أيضا بفتح الراء وبالمعنى المصدري ، إلّا أنّ المذكور في كتب اللغة المشهورة أنّ الحرق النار أو لهبها .

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۳۰ (سلم) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۱۴ (درع) .

3.النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۶۱ (غرق) .

4.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۳۶ (غرق) .

5.المغرب ، ص ۳۳۸ (غرق) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
488

محصورة ، ويجوز تضمين كثير من التامّة معنى الناقصة كما تقول : يتمّ التسعة بهذا عشرة ، أي يصير عشرة تامّة ؛ وكمل زيد عالما ، أي صار عالما كاملاً ، قال تعالى : «فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرا» أي صار مثل بشر ونحو ذلك . وقد زيدَ على عدّة الأفعال التي ذكرها المصنّف ونقص منه . ۱ انتهى .
وقال في مبحث التمييز :
قوله : أبا واُبوّةً ودارا وعلما تفصيل للتمييز الكائن عن النسبة ، وذلك أن يُقال : إمّا أن يكون نفس ما انتصب عنه لا غير ، نحو : كفى زيد رجلاً ، وللّه درّ زيد رجلاً ، فرجلاً هو زيد لا غير ، ويعني بما انتصب عنه التمييز الاسمَ الذي اُقيم مقام التمييز حتّى بقي التمييز بسبب قيام ذلك التمييز مقامه فضلةً كزيد في طاب زيد نفسا ، فإنّ الأصل طاب نفس زيد ، وكالأرض في قوله تعالى : «وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونا»۲ ، فإنّ الأصل وفجّرنا عيون الأرض ، و«كفى زيد رجلاً» كان في الأصل كفى رجل هو زيد . ۳
ثمّ قال بعد كلام :
جعلنا ما انتصب عنه التمييز ـ إن كان التمييز نفسَه ـ بدلاً من التمييز ، أو عطفَ بيان ، فنقول : كفى رجل زيد ، وطاب أب زيد ، وإن كان التمييز متعلّقا لما انتصب عنه إمّا وصفا له أو غير وصف ، أضفنا التمييز إلى ما انتصب عنه ، نحو : طاب اُبوّة زيد ، وأبو زيد ، وعلم زيد ، ودار زيد ، ونفس زيد ، جعلنا النفس كالمتعلّق له حتّى يصحّ إضافتها إليه . ۴ انتهى .
وفي حواشي السيّد السند :
الظاهر أنّك إذا قلت : كفى زيد ، كان هناك إبهام في أنّ الكافيَ من زيد ماذا هو : رجوليّته ، أو علمه ، أو شهادته ؟ فإذا قلت : رجلاً ، كان المقصود رجوليّته ؛ أي كفى رجوليّة زيد ، وإذا قلت : شهيدا ، كان المعنى كفى شهادته . وعلى هذا ينبغي أن يُضاف هاهنا أيضا «شيء» إلى زيد ، فيُقالَ : كفى شيء زيدٍ رجوليّته .
وما ذكره الشارح هاهنا وفيما تقدّم يدلّ على أنّ الإبهام في أنّ الذات الكافي الذي هو زيد ماذا ، فيكون التردّد والإبهام في ذاتٍ موصوفة بالرجوليّة ، وذاتٍ موصوفة

1.شرح الكافية، ج ۴، ص ۱۸۳.

2.القمر (۵۴) : ۱۲ .

3.شرح الكافية، ج ۲، ص ۶۴ و ۶۵.

4.المصدر، ص ۶۶.

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65417
صفحه از 688
پرینت  ارسال به