63
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

قد كرّر في الأحاديث ذكر الظلال والأظلّة كما في آخر هذا الباب ، وفي الباب الذي بعده في رواية المفضّل ، وقد يعبّر عنها بالأشباح كما في رواية جابر بن يزيد التي في الباب الآتي ، وسيجيء في باب النهي عن الإشراف على قبر النبيّ صلى الله عليه و آله ما يشعر بالمآل ، وكذا في باب مولد الحسين عليه السلام على ما سيجيء .
قوله : (وما كانوا ليؤمنوا) . [ح ۲ / ۱۱۸۱]
كذا في النسخ ، وفي سورة الأعراف: «فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ»۱ .
في تفسير القاضي :
بما كذّبوه من قبل الرسل بل كانوا مستمرّين على التكذيب ، أو فما كانوا ليؤمنوا مدّة عمرهم بما كذّبوا به أوّلاً حين جاءتهم الرسل ولم يؤثر قطّ فيهم دعوتهم المتطاولة، والآيات المتتابعة . واللام لتأكيد النفي والدلالةِ على أنّهم ما صلحوا للإيمان؟ لمنافاته لحالهم في التصميم على الكفر والطبع على قلوبهم . ۲
مثله في جوامع الجامع . ۳

باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم

قوله :«هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»۴. [ح ۳ / ۱۱۹۱]
معنى الآية على ما ذكره أصحاب التفسير «هذا» الذي أعطيناك من الملك والبسطة والتسلّط على ما لم يسلّط به غيرك «عطاؤنا فامنن أو أمسك» فأعط من شئت ، وامنع عمّن شئت «بغير حساب» حال من المستكنّ في الأمر ، أي غير محاسب على منّه وإمساكه ؛ لتفويض التصرّف فيه إليك ، أو من العطاء ، أو صلة له .
والمراد بالمنّ والإمساك إطلاقهم وإبقاؤهم في القيد .
هذا ، والمراد في الحديث أنّ اللّه سبحانه فوّض إلينا أمر العلوم بعد أن أعطانا بأن نمنّ بتعليم ما شئنا منها على من شئنا حسب ما رأينا فيه من المصلحة ، وهي استعداد

1.الأعراف (۷) : ۱۰۱ .

2.أنوار التنزيل ، ج ۳ ، ص ۴۴ .

3.جوامع الجامع ، ج ۱ ، ص ۶۸۳ .

4.ص (۳۸) : ۳۹ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
62

قوله :«اللّهُ لَطِيفٌ»۱[ح ۹۲ / ۱۱۷۹] في سورة حمعسق .
قوله :«مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْاخِرَةِ»۲[ح ۹۲ / ۱۱۷۹] في سورة حمعسق .

باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية

قوله : (عن عبد اللّه بن جعفر الجعفري) . [ح ۱ / ۱۱۸۰]
في شرح الفاضل الصالح :
كذا في النسخ ، ولم أره في الرجال ، والأولى «الجعفي» وهو من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ، وسيجيء في خامس باب مولد الزهراء عليهاالسلامروايةٌ رجالها رجال هذا السند بأعيانهم : عن عبد اللّه بن محمّد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد اللّه عليه السلام . وهو يؤيّد ما قلناه ۳ . انتهى .
قوله : (فَخَلَقَ ما أحَبَّ ممَّا أحَبَّ) . [ح ۲ / ۱۱۸۱]
هذه العبارة صريحة في أنّ كون ما أحبّه اللّه محبوبا له تعالى قبل الخلق .
قال الفاضل الصالح قدس سره :
إنّه تعالى لمّا علم أعمال العباد وعقائدهم في الأعيان من الخير والشرّ ، خلق أبدان أهل الخير من طينة الجنّة ، وخلق أبدان أهل الشرّ من طينة النار ؛ ليرجع كلّ إلى ما هو أهل له ولائق به ، وإنّ أعمالهم سبب خلق الأبدان على الوجه المذكور دون العكس ، وإنّ كثيرا من الشبهات يندفع بهذا التقرير . انتهى .
أقول : إرادة عمل الخير وإرادة عمل الشرّ بالنسبة إلى الذاتين إن كانتا متساويتين، فكون إحداهما بخصوصها من أحدهما بخصوصه معلومةً للّه تعالى اختلافُ حكم المتساويين ، وإن لم تكونا متساويتين ، فمنشأ الاختلاف ماذا؟ والخروج من هذا المضيق إنّما هو بالرجوع إلى ما حقّقنا فيما سبق خصوصا في شرح خطبة الكتاب .
قوله : (ثمّ بَعَثَهم في الظِّلال) . [ح ۲ / ۱۱۸۱]

1.الشورى (۴۲): ۱۹ .

2.الشورى (۴۲) : ۲۰ .

3.شرح اُصول الكافي للمازندراني ، ج ۷ ، ص ۱۲۹ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67216
صفحه از 688
پرینت  ارسال به