65
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

لكان شرّا لكم ، واُخذ برقبة صاحب هذا الأمر» ۱ إلى غير ذلك .
وأمّا قوله : (وأعط بغير حساب. وهكذا في قراءة عليّ عليه السلام ). [ح ۳ / ۱۱۹۱]
فالمنّ على هذه القراءة مقابل الإعطاء .
في الصحاح : «المنّ : القطع ، ويقال : النقص ، ومنه قوله تعالى : «أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ»۲ » .

[أبواب التأريخ]

[باب مولد النّبي ووفاته]

قوله : (أبواب التأريخ: مولد النبيّ صلى الله عليه و آله ووفاته) .
ذهب الشهيد في الدروس إلى أنّه يوم السابع عشر منه عند طلوع الفجر من يوم الجمعة . ۳
وفي كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى :
ولد صلى الله عليه و آله يوم الجمعة عند طلوع الشمس السابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام الفيل . وفي رواية العامّة : ولد يوم الاثنين ، ثمّ اختلفوا ؛ فمن قائل يقول : لليلتين خلتا من شهر ربيع الأوّل ، ومن قائل يقول : لعشر ليالٍ خلون منه ، وذلك لأربع وثلاثين سنة وثمانية أشهر مضت من مُلك كسرى أنوشيروان بن قباد ، وهو قاتل مزدك والزنادقة ومبيدهم، وهو الذي عنى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيما يزعمون : «ولدتُ في زمان الملك الصالح» ۴ انتهى .
قوله : (وحَمَلَتْ به اُمُّه في أيّام التشريق) .
قال بعض الفضلاء :
الذي يظهر من هذا التأريخ وغيره أيضا أنّ أيّام ولادته إمّا أن يكون ثلاثة أشهر أو خمسة عشر شهرا ، وكلاهما خلاف ما أجمعت الطائفة في أقلّ مدّة الحمل وأكثره. ويمكن توجيهه إمّا بأن يكون هذا من خصائصه صلى الله عليه و آله ، أو بأن يكون الحمل في شهر جمادى

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۲۴ ، ح ۱۰ .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۰۷ (منن) . والآية في سورة فصّلت (۴۱) : ۸ .

3.الدروس الشرعيّة ، ج ۲ ، ص ۶ ، كتاب المزار.

4.إعلام الورى ، ص ۵ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
64

القبول وإطاقة التحمّل والكفّ عن الإذاعة ، ونمسكها عمّن شئنا إمّا بالسكوت وعدم الإجابة والجواب على وجه الاحتمال ، أو التورية والتقيّة حسبما يقتضيه المقام.
وتصديق ذلك ما سبق في «باب أنّ أهل الذكر الذين أمر اللّه الخلق بسؤالهم هم الأئمّة عليهم السلام » من أنّ أبا الورد سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»۱ : من هم ؟ قال : «نحن» . قلت : علينا أن نسألكم ؟ قال : «نعم» . قلت : عليكم أن تجيبونا ؟ قال : «ذلك إلينا» ۲ .
وفي رواية اُخرى : «أمرهم أن يسألونا ، وليس علينا الجواب ، إن شئنا أجبنا ، وإن شئنا أمسكنا ». ۳
وفي «باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا الأئمّة عليهم السلام » في رواية محرز ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «إنّ من عِلم ما اُوتينا تفسير القرآن وأحكامه ، وعلم تغيير الزمان وحَدَثانه» إلى أن قال : «لو وجدنا أوعيةً أو مستراحا لقُلْنا » ۴ . وفي «باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لو ستر عليهم لأخبروا كلّ امرءٍ بما له وعليه» عن أبي جعفر : «لو كان لألسنتكم أوكية لحدّثت كلّ امرءٍ بما له وعليه» . ۵
وفي «باب التفويض إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وإلى الأئمّة عليهم السلام » عن زيد الشحّام ، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى : «هَـذَا عَطَـآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» قال : «أعطى سليمان ملكا عظيما ، ثمّ جرت هذه الآية في رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فكان له أن يعطي ما شاء من شاء ، ويمنع من شاء ، وعطاؤه ۶ أفضل ممّا أعطى سليمان ؛ لقوله : «مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»۷ » .
وفي «باب الكتمان» في حديث أبي الحسن الرضا عليه السلام : «لو أعطيناكم كلّ ما تريدون

1.النحل (۱۶) : ۴۳ .

2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۱۱ ، ح ۶ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ، ح ۸ .

4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ ، ح ۳ .

5.لكافي ، ج ۱ ، ص ۲۶۴ ، ح ۱ .

6.في المصدر : «وأعطاه اللّه » .

7.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ ، ح ۱۰ . والآية في سورة الحشر (۵۹) : ۷ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65365
صفحه از 688
پرینت  ارسال به