69
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

القاسم أكبر ولده صلى الله عليه و آله ، وبه كان يكنّى ، والناس يغلّظون فيقولون : ولد له منها أربع بنين : القاسم وعبد اللّه والطيّب والطاهر ، وإنّما ولد له منها ابنان وأربع بنات : فاطمة وزينب ورقيّة واُمّ كلثوم .
أمّا زينب فتزوّجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهليّة ، فولدت لأبي العاص جارية اسمها أمامة ، تزوّجها أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة فاطمة عليهاالسلام ، وقتل أمير المؤمنين عليه السلام وعنده أمامة ، فخلف عليها بعده المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، فتوفّيت عنده ، واُمّ أبي العاص هالة بنت خويلد، فخديجة خالته ، وماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة .
وأمّا رقيّة فتزوّجها عتبة بن أبي لهب ، فطلّقها قبل أن يدخل بها ، ولحقها منه أذى، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «اللّهمّ سلّط على عتبة كلبا من كلابك» فتناوله الأسد من بين أصحابه . وتزوّجها بعده بالمدينة ابن عفّان ، فولدت له عبد اللّه ، ومات صغيرا نقره ديك على عينه فمرض ومات ، وتوفّيت بالمدينة زمن بدر ، فتخلّف عثمان على دفنها ، ومنعه ذلك أن يشهد بدرا ، وقد كان بن عفّان هاجر إلى الحبشة ومعه رقيّة .
وأمّا اُمّ كلثوم فتزوجّها أيضا ابن عفّان بعد اُختها رقيّة ، وتوفّيت عنده.
وأمّا فاطمة عليهاالسلامفسنفرد لها بابا إن شاء اللّه ، ولم يكن لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ولد من غير خديجة إلّا إبراهيم من مارية القبطيّة ، ولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة ، ومات بها وله سنة وستّة أشهر وأيّام ، ودفن بالبقيع ۱ . انتهى .
أقول : أحوال وفاة رقيّة مذكورة في كتاب الجنائز مفصّلة ، من أراد الوقوف عليها فليطلب هناك .
وفي التهذيب : «قبض صلى الله عليه و آله مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة» ۲ .
ونقل الشارح الصالح عن تفسير الثعلبي : «يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأوّل حين زاغت الشمس» ۳ .

1.إعلام الورى ، ص ۱۳۹ ـ ۱۴۰ .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۲ .

3.شرح اُصول الكافي للمازندراني ، ج ۷ ، ص ۱۴۳ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
68

ابن سبعة أشهر . وذكر إسحاق بن إسحاق قال : قدمت آمنة بنت وهب اُمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أخواله من بني عبد النجّار ، ثمّ رجعت به حتّى إذا كانت بالأبواء هلكت فيها ورسول اللّه ابن ستّ سنين.
وتزوّج بخديجة بنت خويلد وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وتوفّي أبو طالب وله ستّ وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوما ، وتوفّيت خديجة بعده بثلاثة أيّام ، وسمّى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذلك العامَ عامَ الحزن .
وروى هشام بن عروة عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ما زالت قريش كاعة عنّي حتّى مات أبو طالب» .
وأقام بمكّة بعد البعثة ثلاثة عشر سنة ، ثمّ هاجر منها إلى المدينة بعد أن استتر في الغار ثلاثة أيّام . وقيل : ستّة أيّام ، ودخل المدينة يوم الاثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأوّل ، وبقى فيها عشر سنين ، ثمّ قبض يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من هجرته .
واختلف أهل بيته وأصحابه في موضع دفنه ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : «إنّ اللّه لم يقبض روح نبيّه صلى الله عليه و آله إلّا في أطهر البقاع ، فينبغي أن يدفن هناك» فأخذوا بقوله ، فدفنوه في حجرته التي قبض ۱ . انتهى .
وفي أواخر الباب الرابع : «منه قبض صلى الله عليه و آله لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من هجرته . وروي أيضا : لاثني عشرة ليلة من شهر ربيع الأوّل يوم الاثنين» ۲ انتهى .
وفي أواخر الباب الثالث :
ذكر أبو عبد اللّه بن مندة في كتاب المعرفة أنّ وفاة خديجة ـ رضي اللّه عنها ـ كانت بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيّام ، وزعم الواقدي أنّهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، وفي هذه السنة توفّيت خديجة وأبوطالب ، وبينهما خمس وثلاثون سنة . ۳
وفي كتاب إعلام الورى أيضا في محبث أحوال خديجة ـ رضي اللّه عنها ـ : فأوّل ما حملت ولدت عبد اللّه بن محمّد صلى الله عليه و آله وهو الطيّب الطاهر ، وولدت بعده القاسم . وقيل: إنّ

1.إعلام الورى ، ص ۹ ـ ۱۰ .

2.إعلام الورى ، ص ۱۳۷ .

3.إعلام الورى ، ص ۵۱ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93586
صفحه از 688
پرینت  ارسال به