83
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

يسمع منكم العذر بأنّي لم أجن ذنبا ، فلأيّ علّة تهلكني ويتّكل على عدم الجناية فيطمع البقاء ، بل يكون الكلّ عنده سواء ؛ إذ لا محيص عنه ولابدّ منه ، فخذوا اُهبتكم قبل أن يحلّ بكم ، واتّقوا يوما : «لَا يَنْفَعُ نَفْسا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ»۱ وليعدّ أحدكم لغده قبل أن يخرج الأمر من يده .
قوله :

(وأبيضُ يُستسقى الغمامَ بوجههثِمالُ اليتامى عِصمَةٌ للأرامل). [ح ۲۹ / ۱۲۲۰]
هذه القصيدة شائعة مستفيضة بين الخاصّة والعامّة ؛ قال ابن الأثير في النهاية في الثاء المثلّثة : «وفي شعر أبي طالب يمدح محمّدا صلى الله عليه و آله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجههثمال اليتامى عصمة للأرامل
الثمال ـ بالكسر ـ : الملجأ والغياث . وقيل : هو المطعم في الشدّة» ۲ .
وقال في الباب الموحّدة مع الزاي : «وفي قصيدة أبي طالب يعاتب قريشا في أمر النبيّ صلى الله عليه و آله :

كذبتم وبيت اللّه يبزى محمّدولمّا نطا عن دونه ونناضل
أراد لا يبزى ، فحذف «لا» في جواب القسم وهي مرادة ، أي لا يقهر ولم نطاعن عنه وندافع» ۳ .
أقول : في الصحاح : «بزى عليه يبزو ، أي تطاول ؛ وأبزى فلانا : إذا غلبه وقهره» ۴ انتهى .
وبناء كلام صاحب النهاية على أنّ «يبزى» بالبناء للمفعول ، وأنّه هو الجواب القسم ؛ وإذ لابدّ من التلقّي بإحدى الثلاث قدّر «لا» والمعنى : كذبتم في قولكم إنّ محمّدا يصير عن قريب مغلوبا لنا ، فبحقّ بيت اللّه أنّه لا يُغلب ولم نطاعن دونه ونناضل ، فكأنّه يقول: إنّ غلبتكم إيّاه معلّق على إراقة دمائنا فرسانِ بني هاشم وبني المطّلب أجمع ، فلا تطعموا بها ولا تتمنّوها وأنتم تعرفوننا .

1.الأنعام (۶) : ۱۵۸ .

2.النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۲۲ (ثمل) .

3.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۲۵ (بزا) .

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۸۰ (بزا) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
82

وفي النهاية : «في حديث رمي الجمار : عليكم بمثل حصى الخذف» ۱ .
قوله : (على هَامَة رجلٍ) . [ح ۲۵ / ۱۲۱۶]
بتخفيف الميم . في القاموس : «الهامة : رأس كلّ شيء» ۲ .
قوله : (وهو طفلٌ يَدْرِجُ). [ح ۲۶ / ۱۲۱۷]
على مكتب ، كما استفيد من ضوابط صاحب القاموس ، أي يمشي .
قوله : (فإنّ المَلَكَ قد أتاه) . [ح ۲۶ / ۱۲۱۷]
في شرح الفاضل الصالح : «الظاهر فتح الميم واللام مع جواز الضمّ والسكون، و«أتاه» على الأوّل يحمل على ظاهره ، وعلى الثاني على خلاف ظاهره بتنزيل ما يقع منزلة الواقع ؛ لتحقّق وقوعه» ۳ .
قوله : (ليس له لَبَنٌ) . [ح ۲۷ / ۱۲۱۸]
ذكر الزمخشري في الفائق أنّه صلى الله عليه و آله قال : «كنت يتيما ولم أكن عجيّا» ثمّ قال : «هو الذي لا لبن لاُمّه ، أو ماتت فعُلِّل بلبن غيرها أو بشيء آخر ، فأورث ذلك وهنا» . ۴
أقول : المظنون أنّهم وضعوا الحديث لينفوا فعل أبي طالب رضى الله عنهحسدا .
قوله : (ألم تعلموا۵أنّ ابننا) إلى آخره . [ح ۲۹ / ۱۲۲۰]
من أبيات هذه القصيدة ما أورده الزمخشري في الأساس في الحاء المهملة مع الفاء، حيث قال : «قال أبو طالب :

أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرىويصبح من لم يحن ذنبا كذي ذئب»۶
أقول : الظاهر أنّ المعنى : أفيقوا عن سكر الغفلة ، واستعملوا عقولكم فيما يدعو محمّد قبل أن يحفر قبوركم ، أي قبل أن يحلّ بكم الموت الذي يبير ويهلك غير المذنب أيضا ، كما يبير ويهلك المذنب . وهذا تخويف وتهديد كأنّه يقول : اتّقوا ما لا

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۶ (خذف) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۹۳ (هيم) .

3.شرح اُصول الكافي للمازندراني ، ج ۷ ، ص ۱۸۱ .

4.الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ (عجى) .

5.في الكافي المطبوع : «لقد علموا».

6.أساس البلاغة ، ص ۱۳۳ (حفر) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93264
صفحه از 688
پرینت  ارسال به