الحقّ ، وهذا اعتراف بالوحدانيّة .
وقوله :
«وأيّده ربّ العباد بنصرهوأظهر دينا حقّه غير باطل»
مأخوذ من قوله تعالى : «هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ»۱ .
وقوله : «يستسقى الغمام بوجهه» إخبار عن معجزة لم يحضر وقتها ، تظهر على يديه ، وهذا غاية في تصديق دعواه . ۲ انتهى .
ولعمري أنّه ـ طاب ثراه ـ أودع في ذلك الكتاب أعني كتاب العمدة من فضائل الأئمّة الأطهار عليهم السلام ما سدّ طريق الفرار على الأشرار ، ولا يمكنهم الجحود إلّا بعد جهار الإنكار ، لدين النبيّ المختار ، وإلّا بعد تحمّل العار في هذه الدار ، وتوطين النفس بدخول النار في دار القرار ؛ أعاذنا اللّه منها بفضله وكرمه .
قوله : (أسلم أبو طالب بحساب الجُمَّل) . [ح ۳۳ / ۱۲۲۴]
روى الصدوق في كتاب إكمال الدِّين وتمام النِّعمة بإسناده عن أحمد البروزاتي ، قال:
كنت عند أبي القاسم بن روح ـ قدّس اللّه روحه ـ فسأله رجل : ما معنى قول العبّاس للنبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ عمّك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمّل؟ وعقد بيده ثلاثة وستّين ، فقال: عنى بذلك إله أحد جواد .
وتفسير ذلك أنّ الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والهاء خمسة ، والألف واحد ، والحاء ثمانية ، والدال أربعة ، والجيم ثلاثة ، والواو ستّة ، والألف واحد ، والدال أربعة؛ فذلك ثلاثة وستّون . ۳
قال الفاضل الشارح الصالح :
لعلّه أراد به عقد الخنصر على البنصر ، وعقد الإبهام على الوسطى ؛ فإنّه يدلّ على هذا العدد عند أهل الحساب ، وأراد بهذا الرمز أنّه آمن باللّه بـ مدّة زمان تكليفه وهي ثلاث وستّون سنة ۴ .
أقول : هذا أصحّ فتح المحامل ، ولا يُصغ إلى قول من جعله رمزا عن إيمانه في حالة