91
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

والأرضين وما بينهما وما فوقهما وما تحتهما وما بين الخافقين ، وما بين الهواء والشمس والقمر والنجوم والدوابّ وما سبّح لك في البرّ والبحر ، وفي الظلمة والضياء بالغدوّ والآصال ، وفي آناء الليل وأطراف النهار وساعاته على محمّد سيّد المرسلين ، وخاتم النبيّين ، وإمام المتّقين ، ومولى المؤمنين ، ووليّ المسلمين ، وقائد الغُرّ المحجَّلين ، ورسول ربّ العالمين ، إله الجنّ والإنس أجمعين» . 1
والدعاء طويل أوردناه في كتاب شواهد الإسلام ؛ من أراد فليرجع إليه .
قوله : (وأن يَصْبِروا و يُصابِروا) . [ح 39 / 1230]
في كتاب الإيمان والكفر في باب أداء الفرائض عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : «اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا» 2 قال : «اصبروا على الفرائض ، وصابروا على المصائب ، ورابطوا على الأئمّة عليهم السلام » . وفي رواية ابن محبوب : «واتّقوا ربّكم فيما افترض عليكم» . 3 قوله : (وإنّما السَّلامُ [عليه تذكرةُ نَفْسِ الْمِيثاق وتجديدٌ له على اللّه ] ) . [ح 39 / 1230]
هذا جواب داوُد ، وما قبله تمهيد له ؛ يعني : إنّما سلام الناس ـ أي تسليمهم على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ لتذكرة نفس الميثاق الذي اُخذ عليهم ، وعلى هذا كان «السّلام» مبتدأ والظرف خبره ، و«تذكرة» مفعول له ، إلّا أنّ المعطوف على «تذكرة» لا يحتمل ذلك ؛ فإمّا أن يقال بسقوط الألف فيه ، أو بزيادة لفظ «عليه» على أن يكون «تذكرة» مرفوعا على الخبريّة ، و«تجديد» عطفا عليه . ولا محيص عن أحد الالتزامين .

1.البلد الأمين ، ص ۷۲ ـ ۷۶ . وورد أيضا في مصباح المتهجّد ، ص ۳۸۷ ـ ۳۸۹ ؛ وجمال الاُسبوع ، ص ۴۷۱ ـ ۴۷۶ ؛ والمصباح للكفعمي ، ص ۴۲۷ ـ ۴۲۹ ، وفي كلّها : «والأعجمين» بدل «أجمعين» .

2.آل عمران (۳) : ۲۰۰ .

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۱ ، ح ۳ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
90

بها أثرة لديك وكرامة عليك ، ووكلت بالمصلّين عليك ملائكتك يصلّون عليه، ويبلغونه صلواتهم وتسليمهم .
اللّهمّ ربّ محمّد ، فإنّي أسألُكَ بما عظّمت به من أمر محمّد صلى الله عليه و آله وأوجبت من حقّه أن تطلق لساني من الصلاة عليه بما تحبّ وترضى ، وبما لم تطلق به لسان أحد من خلقك ، ولم تعطه إيّاه ، ثمّ تؤتيني على ذلك مرافقته حيث أحللته أعلى قدسك ، وجنّات فردوسك ، ثمّ لا تفرّق بيني وبينه .
اللّهمّ إنّي أبدأ بالشهادة له ، ثمّ بالصلاة عليه ، وإن كنت لا أبلغ من ذلك مُنى نفسي ، ولا يعبره لساني من ضميري ، ولا اُلام على التقصير منّي لعجز قدرتي عن بلوغ الواجب عليّ منه ؛ لأنّه حظّ لي ، وحقّ عليّ ، وأداء لما أوجبت له في عنقي أنّه قد بلغ رسالاتك غير مفرط فيما أمرت ، ولا مجاوز لما نهيت ، ولا مقصّر فيما أمرت ، ولا متعدٍّ لما أوصيت ، وتلا آياتك على ما أنزلت إليه وحيك ، وجاهد في سبيلك ، مقبلاً غير مدبر ، ووفى بعهدك ، وصدق وعدك ، وصدع بأمرك ، لا يخاف عليك لومة لائم ، وباعد فيك الأقربين ، وقرّب فيك الأبعدين ، وأمر بطاعتك ، وائتمر بها سرّا وعلانية ، ونهى عن معصيتك ، وانتهى منها سرّا وعلانية ، مرضيّا عندك ، محمودا في المقرّبين وأنبيائك المرسلين وعبادك الصالحين المصطفين ، وأنّه غير مليم ولا ذميم ، وأنّه لم يكن من المتكلّفين ، وأنّه لم يكن ساحرا ولا سُحر له ، ولا كاهنا ولا تكهّن له ولا شاعرا ولا شُعر له ولا كذّابا ، و أنّه رسولك . وخاتم النبيّين ، جاء بالحقّ من عند الحقّ وصدّق المرسلين ، وأشهد أنّ الذين كذّبوه ذائقو العذاب الأليم ، وأشهد أنّ ما آتانا به من عندك وأخبرنا به عنك أنّه الحقّ اليقين ، لا شكّ فيه من ربّ العالمين .
اللّهمّ فصلّ على محمّد عبدك ورسولك و نبيّك ، ووليّك ونجيّك وصفيّك، وصفوتك وخيرتك من خلقك ، الذي انتجبته لرسالتك، واستخلفته لدينك ، واسترعيته عبادك ، وائتمنته على وحيك ؛ علم الهدى ، وباب التقى ، والعروة الوثقى فيما بينك وبين خلقك ؛ الشاهد لهم ، المهيمن عليهم ؛ أشرف وأفضل وأزكى وأطهر وأنمى وأطيب ما صلّيت على أحد من خلقك وأنبيائك ورسلك وأصفيائك المخلصين من عبادك .
اللّهمّ واجعل صلواتك وغفرانك ورضوانك ومعافاتك وكرامتك ورحمتك ومنّك وفضلك وسلامك وشرفك وإعظامك وتبجيلك وصلوات ملائكتك ورسلك وأنبيائك والأوصياء والشهداء والصدّيقين وعبادك الصالحين وحسن اُولئك رفيقا ، وأهل السماوات

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 65362
صفحه از 688
پرینت  ارسال به