باب مولد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه
قوله : (إنّ الناس يُحشَرونَ يومَ القيامةِ عُراةً) . [ح ۲ / ۱۲۳۴]
ولعلّك تقول : إنّ هاهنا اُمورا متعارضة : منها الأخبار الواردة في تجويد الأكفان ؛ لكونها لباس الناس يوم الخروج من الأجداث؛ ومنها : أنّ أهل المحشر يُبعثون على مراتب مختلفة» . وقد سبق أنّ عبد المطلّب يبُعث اُمّة واحدة ، عليه بهاء الملوك وسيماء الأنبياء . ونظائر هذا كثيرة ، فدلّت على أنّ الناس يومئذٍ بحالة يطلع بعضهم على قدر بعض ، وفي التنزيل: «يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّهِ شَدِيدٌ»۱ فكيف التوفيق ؟
قلت : لا مانع من كون الخروج من الأجداث مع الأكفان ، وعروض الفزع الأكبر حين ما دعي للحساب ، وعروض العرى بذوبان الأكفان من شدّة الحرّ أو بلائها وتناثر أجزائها لكثرة العرق وطول المكث في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، وعروض حالة السكارى في وقت معاينة النار وصولتها وما فيها من العقارب الفاغرة أفواهها ، وفي تلك الحال شغل العاصون عن أن يلتفت بعضهم إلى بعض وإن كان عاريا عن اللباس ، وكسي المؤمنون بوسيلة عمل ، أو بركة دعاء نبي أو وصي ، وأمثال ذلك من الأسباب ، كما لفاطمة ـ رضي اللّه عنها ـ ببركة قميصه صلى الله عليه و آله .
قوله : (فاُرتجَ عليها) . [ح ۲ / ۱۲۳۴]
من الرتج ، لا من الرجّ . في الصحاح : «أرتجت الباب : أغلقته . واُرتج على القارى ء ـ على ما لم يسم فاعله ـ إذا لم يقدر على القراءة ، كأنّه اُطبق عليه كما يرتج الباب . وكذلك ارتتج عليه . ولا تقل : ارتجّ عليه بالتشديد» ۲ انتهى.
وفيه أيضا : «رجّه يرجّه رجّا ، أي حرّكه وزلزله . وارتجّ البحر وغيره : اضطرب . وفي الحديث : من ركب البحر حين يرتجّ فلا ذمّة له» ۳ انتهى .