اما المحور الاول : فالذى يطالع الشرح سيرى التعبير المألوف لدى الشيعة عند ذكر الامام على عليه السلام هو «الامام علىّ اميرالمؤمنين عليه السلام ،» فلم يعدل ابن ابى الحديد عن هذا النعت ابدا، و ثم لم ينعته بما تنعته السنة بـ (كرّم الله وجهه). وترى موقفه من الامام على عليه السلام فى اشعاره التالية:
۱ ـ علىٌ اميرالمؤمنين زعيمهوقائده نسرُ المفازة و الذيب
۲ ـ رميت اباسفيان منها بجحفلاذا قيس عدّا بالثرى كان اكثر
۳ ـ و ليس ينكر فى حنين فرارهففى أُحدٍ قد فرّ خوفا و خيبرا
۴ ـ فيك الامام المرتضى فيك الوصىّالمجتبى فيك البطين الانزع
۵ ـ بل انت فى يوم القيامة حاكمفى العالمين و شافع و مشفع
۶ ـ واليه فى يوم المعاد حسابناوهو الملاذ لنا غدا والمفزع۱
۷ ـ عُج بالغرىّ على ضريح حولهنادٍ لاملاك اسماء محفل
فمسبّح و مقدّس و ممجّدو معظّم و مكبّر و مهلّل
۸ ـ و قل السلام عليك يا مولى الورىنصا به نطق الكتاب المنزل
وخلافةً ما ان لها لو لم تكنمنصوصة عن جيد مجدك معدل
۹ ـ و حقك ان ادخلتنى النار قلتُللذين بها قد كنت ممن يُحبه
و أفنيتُ عمرى فى علوم دقيقةو ما يعنينى الا رضاه و قربه۲
يكفينا هذا المقدار من الشواهد على تشيعه من خلال اشعاره، فالاعتراف بالخلافة له عليه السلام الذى نصّ به القرآن الكريم يوم الغدير، والذى يعد محور الخلاف بين الشيعة و السنة، انما يدل على تمسكه بالتشيع، بل يذهب أبعد من ذلك و يجزم قاطعا و يفرض محالاً ان لم يكن هناك نصا من القرآن فلا يمكن العدول عن ابى الحسن عليه السلام . ثم انك تجد قد استخدم المصطلحات المتداولة عند الشيعة من اعطائه عليه السلام لقب اميرالمؤمنين، و انه قاتل الكفرة و الفجرة امثال ابى سفيان، و انه هو الوصىّ المختار، و انه سيكون غدا قسيم الجنة و النار، ... و... هذه البيانات الصريحة القاطعة تدّل جميعها على تشيعه.
1.ـ تجد هذه الابيات فى رسالة الدكتوراه «الاراء الاربية والنقديه»، ص ۳۵۰ ـ ۳۹۵.
2.ـ تجد هذه الاشعار فى الاراء الادبية و النقديه ص ۵۸.