ثم انظر الى كلامه فى ج 4 : 574، حيث يقول : «واستشفع اليه ـ الامام على عليه السلام ـ بمن أنصبت جسدى، و أسهرت عينى، و أعملتُ فكرى، و استغرقت طائفةً من عُمْرى فى شرح كلامه، والتقرب الى الله بتعظيم منزلته و مقامه» فطلب الشفاعة من آل البيت عليهم السلام و التقرب بهم الى الله من عقائد الشيعة خاصةً.
ثم انظر الى قوله كيف يشيد بايام خلافة الامام على عليه السلام ، حيث يقول فى ج 1: 574:« فتمَّ تصنيفه (شرح نهج البلاغة) فى مدة قدرها اربع سنين و ثمانيه أشهر...، و هو مقدار مدة خلافة اميرالمؤمنين عليه السلام ». فانظر يا اخى القارى ء كيف يقارن بين فترة تأليفه لشرح نهج البلاغة و بين مدة خلافة الامام على عليه السلام ، فقلّما يخطر هذا الموضوع على قلب احد، الاّ من كان محبا موالياله عليه السلام .
ثم انظر كلامه فى ج 1 : 47، كيف ينظر الى ابى طالب؟ و كيف يثبت له الحق على الاسلام ! حيث يقول : «و اعلم ان عليا عليه السلام ، كان يدعى التقدم على الكل، والشرف على الكل، و النعمة على الكل بابن عمه صلى الله عليه و آله وسلم، و بنفسه و بابيه ابى طالب عليه السلام ، فانّ من قرأ علوم السير، عرف ان الاسلام لولا ابوطالب لم يكن شئيا مذكورا. و ليس لقائل ان يقول كيف يقال هذا فى دين تكفل الله تعالى باظهاره، سواء كان ابوطالب موجودا او معدوما ؟ لأنا نقول فينبغى على هذا أن لا يمدح رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ولا يقال انه هدى الناس من الضلالة و انقذهم من الجهالة ... و هؤلاء آلة مستعملة، و وسائط تجرى الافعال على ايديها، فحمدهم و الثناء عليهم و الاعتراف لهم انما هو باعتبار ذلك قيل لكم فى شأن ابى طالب».
ثم انظر الى كلامه فى ج 1 : 10، كيف يمدح اباطالب و يشيد بمقامه عند رسول الله صلى الله عليه و آله وسلمحيث يقول : «و ابوطالب هو الذى كفل رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم صغيرا و حماه و حاطه كبيرا، و منعه من مشركي قريش ولقى عنتا عظيما، وقاسى بلاء شديدا، و صبر على نصره و القيام بامره. و جاء فى الخبر انه لما توفى ابوطالب أوحى اليه صلى الله عليه و آله وسلم و قيل له: اخرج منها فقد مات ناصرك».
و اما القرائن التى تدل على تشيّعه فهى موطنه، حيث اتخذ ابن ابى الحديد فى حياته موطنين له. احدهما مسقط رأسه، ألا و هو المدائن التى يقول عنها محمد ابوالفضل ابراهيم : «و كان الغالب